في اللحظات الأخيرة.. إحباط هجوم إرهابي على كنيسة مار إلياس في سوريا

في اللحظات الأخيرة.. إحباط هجوم إرهابي على كنيسة مار إلياس في سوريا
عناصر من الأمن السوري - أرشيف

في عملية أمنية وُصفت بالدقيقة والنوعية، نجحت الجهات الأمنية بسوريا في إحباط مخطط إرهابي كان يستهدف كنيسة مار إلياس المارونية في قرية الخريبات بريف صافيتا، محافظة طرطوس، وفق ما أوردته صحيفة "الوطن" السورية، اليوم الأربعاء.

المخطط، الذي كان من شأنه أن يضرب أحد أبرز المعالم الدينية المسيحية في المنطقة، تم إفشاله في لحظاته الأخيرة، بعد متابعة استخباراتية دقيقة ورصد حثيث لتحركات خلية وصفتها السلطات بـ"المرتبطة بفلول النظام البائد"، وكانت تخطط لتفجير عبوات ناسفة داخل الكنيسة خلال أوقات الصلاة.

وقال قائد الأمن الداخلي في طرطوس، العقيد عبد العال محمد عبد العال، إن وحدة المهام الخاصة تمكنت من توقيف عنصرين تابعين للخلية أثناء تحركهم لتنفيذ الهجوم، حيث ضُبطت بحوزتهما عبوة ناسفة معدة للتفجير، وراية سوداء ترمز إلى تنظيم متطرف، إلى جانب أوراق تحوي عبارات تهديد.

ووصف العقيد عبد العال العملية بأنها "حاسمة"، وأكد أن تدخل الأجهزة الأمنية في التوقيت المناسب أنقذ حياة عشرات المدنيين ومنع كارثة كانت ستضرب استقرار المنطقة. 

حماية المواطنين ومقدساتهم

شدد قائد الأمن الداخلي السوري على أن الأجهزة الأمنية "لن تغفل لحظة واحدة عن متابعة مثل هذه المخططات الإجرامية"، مؤكداً التزامها بحماية المواطنين ومقدساتهم.

وتأتي هذه العملية في وقت لا تزال فيه الذاكرة السورية مثقلة بجراح هجوم سابق على كنيسة مار إلياس أيضًا، ولكن هذه المرة في حي الدويلعة بالعاصمة دمشق، حين اقتحم انتحاري ينتمي لتنظيم "داعش" الكنيسة أثناء أداء الصلاة في يونيو الماضي، وأطلق النار بشكل عشوائي قبل أن يفجر نفسه، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا والجرحى، إلى جانب دمار كبير داخل الكنيسة.

ذلك الهجوم الإرهابي أثار موجة من الإدانة على المستويين الدولي والعربي، وسط دعوات صادقة لتعزيز الوحدة الوطنية ونبذ العنف والطائفية.

حماية المدنيين أولوية

يمثّل إحباط الهجوم في طرطوس رسالة قوية من الجهات الأمنية بأن حماية المدنيين، بمختلف انتماءاتهم الدينية والعرقية، تظل أولوية قصوى في ظل التحديات الأمنية الراهنة، فالكنائس والمساجد والمراكز الدينية في سوريا ليست مجرد أبنية، بل هي رموز روحية ووطنية تستهدفها التنظيمات الإرهابية في محاولة لبث الفتنة وشق الصف السوري.

ووسط هذا المشهد، يبقى المواطن السوري -المسيحي والمسلم، المدني والعسكري- هو الهدف الأول للعدوان، كما يبقى التكاتف المجتمعي هو الحصن الأهم في مواجهة الإرهاب.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية