كارثة مناخية.. "حريق مادري" يُنذر بصيف بالغ الخطورة في كاليفورنيا
كارثة مناخية.. "حريق مادري" يُنذر بصيف بالغ الخطورة في كاليفورنيا
تواجه ولاية كاليفورنيا الأمريكية أكبر حريق غابات تشهده هذا العام، مع تزايد المخاوف من موسم صيفي بالغ الخطورة، وسط اتهامات مباشرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتقليص دعم الوكالات الفيدرالية المعنية بمكافحة الكوارث المناخية، مما يُضعف قدرة الولاية على المواجهة.
واندلع ما بات يُعرف باسم "حريق مادري" صباح الأربعاء في مقاطعة سان لويس أوبيسبو الواقعة وسط كاليفورنيا، وأجبر السلطات على إصدار أوامر إخلاء عاجلة لنحو 200 شخص في المناطق المهددة، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الجمعة.
وبحسب بيانات رسمية صادرة عن هيئة الإطفاء في كاليفورنيا، التهمت النيران نحو 213 كيلومتراً مربعاً في غضون 24 ساعة فقط، وهو ما يجعله أكبر حريق غابات في الولاية منذ بداية 2025.
وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية ونظام الإنذار المبكر أعمدة كثيفة من الدخان الأسود تتصاعد فوق تلال المنطقة، وسط رياح قوية تسهم في تسريع انتشار النيران.
تعبئة للسيطرة على النيران
ويُشارك أكثر من 300 عنصر إطفاء في عمليات مكافحة الحريق، إلى جانب دعم جوي وطواقم طوارئ محلية، فيما أكدت السلطات استعدادها لإرسال تعزيزات إضافية إلى المناطق المتضررة.
وأكد مكتب حاكم الولاية غافين نيوسوم، في بيان على منصة "إكس"، أن "كاليفورنيا ستكون حاضرة دائما لحماية مجتمعاتها، بغض النظر عن مكان اندلاع النيران".
وأشار إلى إرسال فرق إضافية إلى سان لويس أوبيسبو، وتوفير الموارد اللازمة لإيواء السكان المُجبرين على مغادرة منازلهم.
بيئة جافة وتهديد مبكر
يرى خبراء الأرصاد أن كاليفورنيا تواجه موسماً نارياً استثنائياً هذا العام، بعد شتاء وربيع اتّسما بجفاف غير معتاد، ما أدى إلى تحوّل الغطاء النباتي إلى وقود جاف وسريع الاشتعال حتى قبل بدء موسم الحرائق المعتاد في الصيف.
وحذّر دانيال سوين، الباحث في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجليس والمتخصص في الظواهر الجوية المتطرفة، من أن "الغطاء النباتي في بعض مناطق جنوب الولاية جاف كما لو كنا في أغسطس، ما يجعل من الصعب احتواء أي حريق بمجرد اندلاعه".
وفي خضم الكارثة البيئية، وجّه الحاكم غافين نيوسوم انتقادات لاذعة إلى إدارة الرئيس ترامب، متهماً إياها بخفض ميزانيات الوكالات الفيدرالية المسؤولة عن إدارة الكوارث المناخية، بما في ذلك، دائرة الغابات الأمريكية (USFS)، الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ (FEMA)، والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA).
واتهم نيوسوم ترامب بـ"الإهمال المتعمد"، قائلاً إن "57% من أراضي كاليفورنيا تخضع للسلطة الفيدرالية، وإذا لم توفر الحكومة الفيدرالية التمويل لإزالة الأشجار الجافة والقيام بعمليات الحرق الوقائي، فإنها تتركنا نواجه هذه الكوارث بمفردنا".
تحذير من صيف مشتعل
ويأتي اندلاع حريق "مادري" بعد سلسلة حرائق أصغر شهدتها مناطق أخرى من كاليفورنيا خلال الأسابيع الماضية، ما يعزز التوقعات بأن الولاية تقف على أعتاب موسم حرائق غير مسبوق، خاصة في ظل التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة العالمية.
ويشير خبراء البيئة إلى أن ارتفاع حرارة الأرض وزيادة فترات الجفاف بسبب الاحتباس الحراري جعلا من كاليفورنيا نقطة اشتعال سنوية للحرائق، ما يستدعي استراتيجيات استباقية فعالة وتعاوناً مكثفاً بين الولاية والحكومة الفيدرالية.