كارثة إنسانية تتفاقم.."أوتشا": الوقود في غزة ينفد والموت يقترب

كارثة إنسانية تتفاقم.."أوتشا": الوقود في غزة ينفد والموت يقترب
طفلة مصابة في غزة تنتظر تلقي الإسعافات

"إنها كارثية بالفعل".. بتلك العبارة وصف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، الثلاثاء، الأوضاع في قطاع غزة، محذراً من تدهورها بشكل متسارع، في ظل غياب الوقود وتواصل القصف اليومي الذي يوقع عشرات القتلى والجرحى.

وأشار التحديث اليومي الصادر عن المكتب إلى أن المنشآت المدنية، بما فيها الخيام والمدارس والمنازل والمرافق الصحية، تتعرض للقصف، ما يفاقم الأزمة ويزيد من معاناة السكان المدنيين المحاصرين وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

وأكدت أوتشا أن أزمة الوقود في قطاع غزة بلغت نقطة حرجة، حيث لم يتبقَ سوى كميات محدودة تُستخدم فقط لتشغيل أقسام حيوية مثل المستشفيات ومحطات المياه والاتصالات، إلا أن هذا الوقود ينفد بسرعة وسط غياب أي إمدادات إضافية.

وأضاف المكتب الأممي: "المستشفيات بدأت تقلص خدماتها، سيارات الإسعاف معطلة، وشبكات المياه مهددة بالانهيار. ودون دخول وقود جديد، فإن عدد الوفيات مرشح للارتفاع بشكل حاد خلال أيام قليلة".

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، في مؤتمره الصحفي اليومي: "نحن بحاجة ماسة إلى كميات كبيرة من الوقود، لتشغيل المرافق الأساسية التي تبقي الناس على قيد الحياة".

أمر نزوح جديد

أفاد مكتب "أوتشا" أن السلطات الإسرائيلية أصدرت، الثلاثاء، أمر نزوح جديد لسكان أجزاء من خان يونس، خاصة أولئك الذين يقيمون في الخيام.

وبحسب المكتب، فإن خريطة الأمر تشير إلى أن النزوح يشمل مناطق لم تُخضع لأوامر سابقة منذ وقف إطلاق النار المؤقت الذي انتهى في مارس الماضي، ما يعني توسيع رقعة النزوح في وقت لم يتبقَ فيه سوى أقل من 15% من مساحة القطاع كمناطق يُسمح بالتواجد فيها، وهي مناطق تفتقر للبنية التحتية والخدمات الأساسية.

وأكد المكتب أن "هذه المناطق غير آمنة على الإطلاق، ولا يمكن اعتبار إصدار أوامر النزوح بديلاً عن حماية المدنيين، خاصة من لا يستطيعون أو لا يرغبون في مغادرة أماكنهم".

نداء من داخل المستشفى

أطلقت منظمة الصحة العالمية، أمس الأول الاثنين، نداءً عاجلاً لحماية مجمع ناصر الطبي في خان يونس، مشيرة إلى أنه أصبح يعمل بأضعاف قدرته الاستيعابية، وتحول فعلياً إلى جناح طوارئ مفتوح على مدار الساعة.

في رسالة فيديو مؤثرة أرسلها من داخل المستشفى، قال الدكتور ريك بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأرض الفلسطينية المحتلة: "المستشفى يواجه نقصاً حاداً في أدوية الصدمات والمعدات الأساسية، والموظفون يعملون بلا توقف وتحت ضغط نفسي وجسدي هائل".

تحركات إنسانية تواجه عراقيل

أوضح مكتب أوتشا أن التحركات الإنسانية داخل قطاع غزة لا تزال مقيدة بشدة، رغم الحاجة الملحة إلى إيصال المساعدات الطبية والغذائية. من أصل 12 محاولة تنسيق قامت بها الأمم المتحدة أخيراً، لم يتم تسهيل سوى 4 محاولات بشكل كامل، إحداها فقط كانت لتسليم إمدادات.

وأشار المكتب إلى أن 4 محاولات أخرى رُفِضت تماماً، ما حال دون إجلاء المرضى أو إعادة الشاحنات المعطلة أو إزالة الأنقاض، فيما تمت الموافقة مبدئياً على المحاولات الأربع المتبقية، لكنها واجهت عراقيل ميدانية حالت دون تنفيذها كما هو مخطط.

ومنذ بدء التصعيد العسكري على قطاع غزة في أكتوبر 2023، يعيش أكثر من مليونَي فلسطيني تحت حصار خانق وعمليات عسكرية متواصلة أدت إلى انهيار شبه كامل في البنية التحتية، بما فيها القطاع الصحي والمياه والكهرباء، ومع استمرار إغلاق المعابر أمام دخول الوقود والإمدادات الإنسانية، حذرت منظمات دولية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد حياة المدنيين، في ظل عجز واضح عن توفير أدنى مقومات البقاء.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية