"البيئة العالمي" يحذّر: خطر داهم يهدد الحياة بسبب التغير المناخي
"البيئة العالمي" يحذّر: خطر داهم يهدد الحياة بسبب التغير المناخي
حذّر رئيس حزب البيئة العالمي، الدكتور دوميط كامل، من أن الكوكب يواجه "خطرًا داهمًا" بسبب التداعيات المتسارعة للتغير المناخي، مشددًا على ضرورة تبني استراتيجيات دولية ملزمة وعلمية لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة، والحد من الاستهلاك المستمر للوقود الأحفوري.
وفي تصريحات خاصة لقناة "النيل للأخبار" من العاصمة اللبنانية بيروت، اليوم الأحد، أكد كامل، أن "الاستمرار في الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية، وخاصة الوقود الأحفوري، لن يؤدي فقط إلى ارتفاع حرارة الأرض، بل إلى نتائج كارثية على مستوى الكائنات الحية، التي لن تتحمّل الظروف المناخية المتطرفة المتوقعة في السنوات المقبلة".
وأوضح كامل أن المحيطات والبحار، التي تمتص أكثر من 90% من الحرارة الزائدة الناتجة عن الانبعاثات الكربونية، "بلغت مستويات حرارية غير مسبوقة"، ما يهدد التوازن البيئي ويزيد من خطر الانهيارات الجليدية الكبرى، وذوبان الأنهار الجليدية القطبية، التي سيكون لها تأثيرات مباشرة في ارتفاع مستوى سطح البحر وغرق المدن الساحلية.
وشدد على أن هذه التطورات "ليست تنبؤات بعيدة"، بل واقع ملموس، يحتاج إلى تحرك عاجل من قبل المجتمع الدولي، عبر إشراك علماء البيئة، ووضع خطط علمية دقيقة للتكيف مع الواقع المناخي الجديد، وتقليل انبعاثات الكربون إلى الحد الأدنى الممكن.
دعوة للعدالة المناخية
وأكد رئيس حزب البيئة العالمي أن السبيل الوحيد لتجنّب الكارثة المقبلة يكمن في "التحول الجدي نحو الطاقة المتجددة"، مثل الطاقة الشمسية والرياح والهيدروجين الأخضر.
ودعا الدول الصناعية الكبرى إلى تحمّل مسؤولياتها التاريخية في هذا الملف، ووقف تسييس قضايا المناخ على حساب الإنسانية والأجيال القادمة.
وقال: "يجب على دول العالم أن تتكاتف أمام هذا التحدي المصيري. إن التباطؤ في التحرك يعني أننا نحكم على أطفالنا ومستقبل البشرية بالخطر.. ولا بد من أن نتعامل مع الأزمة المناخية كأولوية أمنية وصحية وبيئية لا تقل أهمية عن الحروب والكوارث الأخرى".
الحر يقتل الآلاف سنوياً
وتعزز هذه التحذيرات ما كشفته دراسة حديثة صادرة عن مراكز أبحاث مناخية بريطانية، أشارت إلى أن موجات الحر القاتلة في إنجلترا وويلز قد تتسبب في أكثر من 34 ألف حالة وفاة سنويًا بحلول عام 2070، وهو رقم يفوق التقديرات السابقة بـ50 ضعفًا.
وأكدت الدراسة أن درجات الحرارة القياسية أصبحت تتكرر بوتيرة أسرع من قدرة الأنظمة الصحية والاجتماعية على التأقلم، ما يشكل تهديدًا متزايدًا للسكان، خاصة كبار السن والفئات الهشة.
وفي ظل هذه التحذيرات المتكررة من العلماء والسياسيين البيئيين، يتضح أن العالم يخوض سباقًا مع الزمن لتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، وتفادي أسوأ سيناريوهات تغير المناخ، ويبقى الأمل معقودًا على إرادة سياسية جامعة، تضع كوكب الأرض وسلامة البشر فوق الحسابات الاقتصادية الضيقة.