دمَّرت عشرات المنازل.. فيضانات تضرب أفغانستان وتفاقم معاناة الفقراء
دمَّرت عشرات المنازل.. فيضانات تضرب أفغانستان وتفاقم معاناة الفقراء
ضربت السيول المفاجئة مناطق عدة من أفغانستان، الأحد، وأسفرت عن مقتل شابة في ولاية بنجشير، وفق ما أعلنته السلطات المحلية التابعة لحركة طالبان.
وأفادت إدارة الكوارث بأن الفيضانات أدت إلى تدمير عشرات المنازل كلياً أو جزئياً، كما أتلفت مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية التي تشكّل مصدر الرزق الوحيد لكثير من سكان المنطقة.
وامتدت آثار الفيضانات إلى ولايات أخرى، حيث سجلت مناطق في كابول وكابيسا أضراراً مماثلة، لكن السلطات لم تصدر بعد بيانات دقيقة بشأن عدد الضحايا أو الخسائر المادية.
ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه أفغانستان موجات متكررة من الكوارث الطبيعية، ما يزيد من هشاشة المجتمع الذي يعاني من أزمات اقتصادية واجتماعية عميقة.
خطر على الدولة المنهكة
تعرضت أفغانستان في السنوات الأخيرة لتغيرات مناخية عنيفة، جعلتها ضمن أكثر عشر دول تضرراً من آثار الاحتباس الحراري، وفق تقارير الأمم المتحدة.
وتبدلت أنماط الطقس بين جفاف شديد وأمطار غزيرة مفاجئة، ما أدى إلى تعطيل دورة الزراعة التقليدية، وإتلاف المحاصيل، ونفوق المواشي، وهي مصادر الدخل الأساسية لأكثر من نصف سكان البلاد.
وقدّر البنك الدولي أن أكثر من 40% من العائلات الأفغانية قد تواجه انخفاضاً حاداً في دخلها بحلول عام 2050، خاصة في المناطق الريفية، حيث لا توجد أنظمة حماية اجتماعية، ولا قدرة على الصمود أمام الكوارث البيئية المتكررة.
ويعني ذلك أن كل فيضان أو عاصفة يمكن أن يقلب حياة الأسرة رأساً على عقب.
بنية تحتية متهالكة
أسهم غياب البنية التحتية الحديثة في تعميق أثر الفيضانات، فغالبية المنازل تُبنى على سفوح الجبال أو في مجاري الأنهار دون مراعاة لمعايير السلامة أو التخطيط العمراني.
ولا تمتلك الدولة أي نظام وطني فعال للإنذار المبكر من الكوارث، كما تفتقر إلى مؤسسات إغاثة متخصصة ومستقلة يمكنها الاستجابة بشكل فوري.
وتسبب غياب برامج التوعية المجتمعية في تضاعف الخسائر، حيث لا يعرف معظم سكان الأرياف كيفية التصرف عند حدوث فيضان أو عاصفة، ما يعرّضهم لمزيد من المخاطر.
كما أن تقاعس السلطات عن الاستثمار في البنية التحتية أو برامج الإغاثة يعكس لامبالاة رسمية تجاه الأزمات التي تودي بحياة المئات سنوياً.
النساء والأطفال.. الضحايا الأكثر هشاشة
دفعت الكوارث البيئية النساء والأطفال إلى واجهة المعاناة، خاصة في القرى والمناطق النائية. وتتحمل النساء الريفيات العبء الأكبر، فهنّ يعتمدن على الزراعة وتربية الماشية، وفي غياب أي دعم حكومي أو برامج تمكين، يُفقدن ما تبقى من استقرارهن مع كل كارثة.
وتفاقمت معاناة النساء اللاتي ترأسن أسرهن بعد أن فقدن أزواجهن في الحروب أو بسبب العنف والتمييز، وصرن اليوم دون أي ملاذ في مواجهة فيضانات تتكرر من دون سابق إنذار.
ولا تملك معظمهن موارد للهرب أو إعادة الإعمار، ما يجعل خطر الفقر والتشرد يتضاعف مع كل موسم مطير.