"صرخة ضد القتل".. نساء سوريات يطالبن بوقف العنف في السويداء
"صرخة ضد القتل".. نساء سوريات يطالبن بوقف العنف في السويداء
بين ألسنة الدخان المتصاعد من مدينة السويداء وأصوات الرصاص التي مزّقت جسد الجغرافيا السورية، علت هتافات نساء شمال وشرق سوريا من مدينة قامشلو في مسيرة احتجاجية أدَنَّ خلالها الانتهاكات بحق الطائفة الدرزية، في مشهد يؤكد أن صوت المقاومة المدنية لا يزال ينبض.
العنف المتصاعد في السويداء لم يكن مجرد حادث أمني، بل امتداد لسلسلة من الانتهاكات التي طالت المدنيين، وخصوصاً النساء والأطفال، في ظل صمت دولي وغياب أي إجراءات رادعة، بحسب وكالة "أنباء المرأة".
وشهدت مدينة السويداء خلال الأيام الأخيرة تصعيداً خطيراً في أعمال العنف، أسفرت عن مئات القتلى والجرحى من المدنيين، وفق مصادر ميدانية وحقوقية، ولم يكن الأطفال والنساء بمنأى عن القتل، بينما تحوّلت المدينة التي تُعرف بهدوئها إلى ساحة مواجهة دامية.
رد نسوي من الشمال
في تطوّر لافت، نظم مؤتمر ستار، وهو اتحاد نسوي فعّال في شمال وشرق سوريا، مسيرة احتجاجية في مدينة قامشلو، الخميس، تحت شعار: "لا لإبادة الشعب الدرزي والنساء، ونعم لبناء مجتمع ديمقراطي".
وشارك في المسيرة عشرات النساء السوريات، في خطوة تضامنية مع ضحايا السويداء، وخاصة النساء، وتعبيراً عن رفض الانتهاكات المستمرة التي تُمارس بحق الطائفة الدرزية والسوريين عموماً.
وألقت ريحان لوقو، الناطقة باسم مؤتمر ستار، كلمة أمام الحشود، استذكرت فيها الشهداء، مؤكدة أن الشعب السوري ظل مثالاً للصمود والمقاومة، رغم ما واجهه من ظلم وقمع على مدار سنوات الحرب.
وقالت لوقو إن قوى الاستبداد "تحاول تمزيق فسيفساء سوريا الثقافية من الشمال إلى الساحل، ومن الجزيرة إلى السويداء، لكنها ستفشل كما فشلت في شمال وشرق سوريا".
وأضافت أن الشعب السوري يواجه سياسة ممنهجة تهدف إلى تذويب هويته، لكن مقاومته متجذرة في كل مدينة وقرية، معتبرة أن "القرن الحادي والعشرين هو قرن حرية الشعوب، وقرن نضال النساء ضد الاستبداد".
نساء سوريا في وجه العنف
الرسالة التي وجهتها نساء مؤتمر ستار لم تكن مجرد موقف سياسي، بل إعلان واضح عن تضامن نسوي عابر للمناطق والطوائف. وجاء في البيان الذي أُلقي خلال المسيرة: "ندين السياسات والانتهاكات التي تُمارس بحق الشعب السوري عامة، وبحق النساء والأطفال بشكل خاص.. لن نقبل بسرقة الحرية من شعوب قدمت أرواحها في سبيلها".
ورفضت المشاركات أي دستور مستقبلي لا يضمن بوضوح حقوق المرأة والمكونات الثقافية، داعيات إلى دستور تشاركي يُصاغ بأيدي السوريين كافة دون تهميش أو إقصاء.
وتمثل المجازر الأخيرة بحق أبناء السويداء، ولا سيما النساء والأطفال، ناقوس خطر حول احتمال اتساع رقعة الاستهداف الطائفي، وسط ضعف الاستجابة الحقوقية والإنسانية.
وتثير هذه الجرائم أسئلة عن دور مؤسسات الدولة، والمنظمات الدولية، وحتى القوى المحلية، في توفير الحماية للمكونات السورية المتنوعة.
ورغم المبادرات الرمزية، مثل مسيرة قامشلو، يبقى الفعل السياسي والحقوقي دون مستوى الكارثة.