مؤتمر "سلام الشعوب" في فنزويلا يشهد تضامنًا واسعًا مع فلسطين
مؤتمر "سلام الشعوب" في فنزويلا يشهد تضامنًا واسعًا مع فلسطين
شهدت العاصمة الفنزويلية كاراكاس، خلال انعقاد مؤتمر "سلام الشعوب العالمي"، موجة تضامن مع الشعب الفلسطيني، حيث رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية إلى جانب أعلام بلدانهم، في تعبير رمزي عن وقوفهم المشترك خلف القضية الفلسطينية التي لطالما مثلت رمزًا للنضال العالمي ضد الاحتلال والقمع.
وجسّد الحضور من ناشطين وسياسيين وممثلين عن منظمات دولية مشهداً لافتاً، ارتدى فيه العديد منهم الكوفية الفلسطينية، علامة على دعمهم لنضال الشعب الفلسطيني، ما أضفى على أجواء المؤتمر طابعًا وحدويًا نابضًا بالالتزام والكرامة، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية، اليوم الأحد.
وافتتح وزير الخارجية الفنزويلي فعاليات المؤتمر نيابة عن الرئيس نيكولاس مادورو، ناقلًا في كلمته الرسمية تأكيد فنزويلا على دعمها الثابت وغير المشروط للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مشددًا على أن العدالة الدولية تقتضي الوقوف مع الشعوب التي تناضل من أجل حريتها، وعلى رأسها فلسطين.
عدوان إسرائيلي ممنهج
أوضح الوزير أن ما يتعرض له الفلسطينيون من عدوان إسرائيلي ممنهج لا يمكن تبريره بأي منطق، مؤكداً أن شعباً يُقتل ويُحاصر فقط لأنه يطالب بحقه في العيش الحر والمستقل، هو شعبٌ يستحق دعمًا دوليًا شاملاً وليس صمتاً أو تواطؤاً.
ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية تجاه وقف الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، التي حصدت أرواح الآلاف وشرّدت ملايين الأبرياء، معتبراً أن قضية فلسطين تتجاوز الجغرافيا لتصبح مرآة للعدالة الإنسانية.
تخلل المؤتمر العديد من الكلمات والمداخلات التي قدّمها نشطاء ومفكرون من قارات مختلفة، جميعها سلطت الضوء على الوضع المأساوي الذي يعيشه الفلسطينيون تحت الاحتلال، لاسيما في قطاع غزة، الذي يتعرض منذ أكتوبر 2023 لحرب مدمّرة خلّفت آلاف الشهداء والجرحى.
دعوة لحماية الشعب الفلسطيني
ووجه المتحدثون دعوات حازمة إلى الحكومات والمؤسسات الدولية لاتخاذ خطوات فعلية وسريعة لوقف الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال، مشددين على أن بيانات الشجب لم تعد كافية، وأن الشعب الفلسطيني يحتاج إلى حماية دولية عاجلة.
عبّر المشاركون عن تضامنهم العميق من خلال ارتداء الكوفية الفلسطينية، التي تحوّلت إلى رمز عالمي للمقاومة والكرامة الوطنية، وهو ما أضفى على جلسات المؤتمر طابعًا وجدانيًا عبّر عن وحدة نضالات الشعوب في مواجهة الاستعمار والاضطهاد.
وركزت نقاشات المؤتمر، رغم تنوّعها، على القضية الفلسطينية باعتبارها محورًا مركزيًا في الصراع من أجل العدالة الدولية، داعية إلى ضرورة حشد الرأي العام العالمي لمواجهة ما وصفوه بـ"الصمت المتواطئ" إزاء الجرائم المستمرة في فلسطين.
منصة للشعوب لا الحكومات
يُعد مؤتمر "سلام الشعوب العالمي" منصة دولية تضم منظمات شعبية ومدنية من عشرات الدول، ويُعقد سنويًا بهدف تعزيز التضامن بين الشعوب المناضلة ضد الاحتلال والاستغلال، بعيدًا عن الأطر الرسمية للحكومات.
وتكتسب النسخة الأخيرة أهمية مضاعفة في ظل استمرار الحرب في غزة، وتزايد الدعوات لمساءلة إسرائيل على الجرائم المرتكبة بحق المدنيين.
وأكد المنظمون، على أن تضامن الشعوب لا يحتاج إلى تفويض من أحد، بل ينبع من ضمير عالمي رافض للظلم.