"الاتحاد الألماني للتعليم" يدعو لتوسيع تدريس الدين الإسلامي في المدارس

"الاتحاد الألماني للتعليم" يدعو لتوسيع تدريس الدين الإسلامي في المدارس
نساء مسلمات في ألمانيا - أرشيف

حثّ رئيس الاتحاد الألماني للتعليم والتربية، المعني بالسياسات التعليمية، على تعميم تدريس حصص الدين الإسلامي في جميع مدارس ألمانيا، مؤكدًا أهمية ذلك في دعم التعددية الدينية وتعزيز التفاهم بين الأديان داخل المجتمع الألماني.

وأوضح رئيس الاتحاد، التربوي البارز غيرهارد براند، في تصريحات نقلتها صحف شبكة "دويتشلاند" الإعلامية، اليوم الثلاثاء، أن التعليم الديني يجب ألا يقتصر على الديانة المسيحية، بل ينبغي أن يُتاح لجميع المؤمنين، ومنهم المسلمون، كي يتمكنوا من الحديث عن معتقداتهم الدينية في أجواء مدرسية منظمة، وتلقّي معلومات موثوقة عن دينهم وعن الأديان الأخرى.

ودعا براند صُنّاع القرار السياسي إلى اتخاذ خطوات ملموسة لتوسيع نطاق تدريس الدين الإسلامي، بما في ذلك توفير المعلمين المتخصصين والتمويل الكافي، مؤكدًا أن هذه الإجراءات يجب ألا تُؤجل، بل تُنفّذ فورًا لتحقيق تأثير فعّال على المدى المتوسط.

التنوع الثقافي والديني

شدد براند على أن إدراج حصص الدين الإسلامي في المناهج التعليمية الرسمية يعد خطوة ضرورية نحو الاعتراف بالتنوع الثقافي والديني المتزايد في المجتمع الألماني، والذي بات يحتضن نحو 5.5 مليون مسلم، وفق التقديرات الأخيرة.

ولفت رئيس الاتحاد الانتباه إلى أن تطبيق حصص الدين الإسلامي يختلف من ولاية إلى أخرى داخل النظام الفيدرالي الألماني، حيث تعتمد بعض الولايات مثل "شمال الراين-ويستفاليا" و"بافاريا" برامج تعليمية منظمة لهذا الغرض، في حين لا تزال ولايات أخرى مترددة في اتخاذ هذه الخطوة.

وأكد براند ضرورة تقييم التجارب القائمة في تلك الولايات بعناية، والعمل على تحسينها عند الحاجة، مع توسيع نطاقها سريعًا كي لا يُترك الطلاب المسلمون دون إطار تربوي مناسب يعكس هويتهم الدينية.

درع ضد الأصولية الدينية

عدّ رئيس الاتحاد الألماني للمعلمين، الخبير التربوي شتيفان دول، تدريس الدين الإسلامي بشكل رسمي، قد يسهم في الوقاية من التطرف الديني، مؤكدًا أن وجود حصص دين تُدرّس على يد معلمين مؤهلين ومدربين داخل ألمانيا وبإشراف الدولة، يمكن أن يشكّل رادعًا ثقافيًا ومعرفيًا ضد الأفكار المتطرفة التي قد يتلقاها بعض الأطفال من محيطهم الأسري أو عبر الإنترنت.

ونوّه دول بأن هذه الحصص تمثّل ثقلًا موازنًا ضروريًا في مواجهة الخطابات الدينية المتشددة، مشيرًا إلى أن توفير محتوى ديني متزن داخل المدارس يساعد على بناء وعي ديني عقلاني ومتسامح.

وتتزامن هذه الدعوات مع نقاش مجتمعي متصاعد في ألمانيا حول اندماج المسلمين في النظام التعليمي، ولا سيما في ظل النمو السكاني بين صفوفهم، ووجود أجيال جديدة من أبناء الجاليات المسلمة داخل المدارس العامة.

وسيلة فعالة لمحاربة التهميش

يُعد تدريس الدين الإسلامي باللغة الألمانية من المطالب الأساسية للمنظمات الإسلامية المعتدلة، والتي ترى في ذلك وسيلة فعالة لمحاربة التهميش ومواجهة الخطاب الشعبوي الذي يربط بين الإسلام والتطرف.           

وعلى الرغم من أن الدستور الألماني يضمن حرية التعليم الديني، فإن تطبيق هذا المبدأ ظل محصورًا لعقود طويلة في المسيحية، ما يدفع باتجاه إعادة النظر في النموذج الحالي لمواكبة التغيرات السكانية والاجتماعية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية