غزة تنزف من الجوع.. شهداء ومصابون بين صفوف طالبي المساعدات

غزة تنزف من الجوع.. شهداء ومصابون بين صفوف طالبي المساعدات
الجوع في غزة- أرشيف

تتواصل الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، حيث تتعرض تجمعات المدنيين الساعين للحصول على مساعدات إنسانية أساسية كالغذاء والمياه لهجمات إسرائيلية متكررة.

وفي وقتٍ أصبح فيه الحصول على المياه النظيفة والغذاء تحدياً يومياً يواجه سكان القطاع المحاصر، بات انتظار المساعدات الإنسانية محفوفاً بالموت والخطر، ما يضيف أبعاداً مأساوية جديدة للحرب المستمرة منذ شهور، وسط غياب أي تحرك دولي فعّال لوقف النزيف المتواصل في غزة.

استشهد 13 فلسطينياً وأُصيب العشرات، اليوم الأربعاء، في هجمات إسرائيلية متفرقة استهدفت مدنيين أثناء تجمعهم للحصول على مساعدات إنسانية ومياه الشرب، بحسب ما أفادت به مصادر طبية في قطاع غزة.

وأكدت فرق الإسعاف أن 6 أشخاص استشهدوا وأصيب ما لا يقل عن 40 آخرين، جراء قصف مركز لتوزيع المساعدات شمالي مدينة رفح جنوب القطاع، في واحدة من أكثر الهجمات دموية على المدنيين الذين لا ذنب لهم سوى أنهم حاولوا تأمين الحد الأدنى من مقومات الحياة.

استهداف طالبي المياه

واصلت القوات الإسرائيلية استهداف المدنيين العُزّل، حيث أُصيب ثمانية أشخاص على الأقل جراء قصف عند مفرق النابلسي غربي مدينة غزة أثناء محاولتهم الوصول إلى نقاط توزيع الغذاء

وقصفت طائرة إسرائيلية مسيّرة مجموعة من الفلسطينيين كانوا يتزودون بالمياه من شاحنة في منطقة المواصي غرب رفح، ما أدى إلى إصابات متفاوتة، وقد أكدت الطواقم الطبية وقوع سبع إصابات موثقة في هذا الهجوم.

ولم يسلم وسط مدينة غزة من القصف، إذ أصيب مواطنان بجراح نتيجة استهداف محيط كنيسة دير اللاتين، في وقت يُفترض أن تكون فيه دور العبادة والمراكز المدنية مناطق آمنة للمدنيين في ظل القوانين الدولية.

ضحايا قرب نتساريم

أعلن مستشفى العودة، في بيان له، أنه استقبل أربع جثث لفلسطينيين استشهدوا صباح اليوم نتيجة استهدافهم من قبل القوات الإسرائيلية قرب جسر وادي غزة، جنوب محور نتساريم وسط القطاع، وهو الطريق الذي يلجأ إليه الكثير من السكان للعبور أو الوصول إلى مصادر الغذاء والماء.

وضمن تصاعد المأساة العائلية، توفي المواطن نصيف جمال الدحدوح متأثراً بجراح أصيب بها في غارة جوية استهدفت منزله بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة. 

وكان قد فُجع بفقدان أبنائه الخمسة في ذات الغارة يوم أمس، في مأساة جسّدت حجم الكارثة الإنسانية التي تطول العائلات الفلسطينية بلا تمييز.

غارات على مناطق سكنية

لم تتوقف الهجمات الجوية والمدفعية، حيث شنت الطائرات الحربية غارات على حي الشجاعية شرق غزة ومدينة دير البلح وسط القطاع، بينما أدى القصف المدفعي إلى إصابات في شارع الجلاء وسط المدينة، وشارع رقم 5 شمال غرب خان يونس، في سياسة عسكرية تقوم على استهداف متكرر للبنية التحتية ومناطق مكتظة بالسكان.

واتهم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة السلطات الإسرائيلية بتعمد خلق الفوضى في مناطق توزيع المساعدات، ما يُفسح المجال لنهبها، ويعرض المدنيين للاستهداف. 

وحذر المكتب الإعلامي من خطورة عمليات الإنزال الجوي للمساعدات، واصفاً إياها بأنها "غير مجدية وخطيرة"، حيث تسقط المساعدات في مناطق غير مأهولة أو خاضعة للسيطرة الإسرائيلية، وهو ما يضاعف معاناة السكان الباحثين عن لقمة العيش وقطرة الماء.

الأطفال يصطفون تحت الشمس 

أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن الوضع الإنساني في غزة بلغ مستويات حرجة، مشيرة إلى أن الحصول على مياه نظيفة بات تحدياً يومياً للمدنيين، خاصة الأطفال الذين يصطفون في طوابير طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة للحصول على ما يكفيهم من الماء. 

ونددت الوكالة بـ"الصمت العالمي" تجاه هذه المأساة، محذّرة من عواقب وخيمة إذا لم يتحرك المجتمع الدولي لإنقاذ سكان غزة من شبح الجوع والعطش والموت.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية