"تناول أبرز القضايا الحقوقية والإنسانية".. صدور العدد الـ(76) من النسخة الرقمية لـ"جسور بوست"
"تناول أبرز القضايا الحقوقية والإنسانية".. صدور العدد الـ(76) من النسخة الرقمية لـ"جسور بوست"
صدر العدد الـ(76) من النسخة الرقمية لصحيفة "جسور بوست"، المتخصصة في القضايا الحقوقية والإنسانية، الخميس، حيث تناول أبرز الأحداث التي شهدها الأسبوع الماضي في مناطق النزاع وأزمات حقوق الإنسان في العالم، إلى جانب تحليلات حول مسارات الأزمات والحلول الممكنة لها، وجاءت أبرز الموضوعات كالآتي:
استهل العدد الجديد من “جسور بوست” صفحاته بتقرير حول قضية هجرة الأطباء من المغرب بعدما فشلت الإجراءات الحكومية لزيادة أجور الأطباء في المغرب في وقف نزيف الهجرة الحاد، الذي يهدد استقرار المنظومة الصحية الهشة، ومع هجرة ما بين 600 و700 طبيب سنوياً، يعاني المغرب من عجز يتجاوز 30 ألف طبيب، وهو ما يضع المناطق القروية والنائية أمام أزمة رعاية طبية خانقة.
الأزمة، التي تُعرف بـ"الهجرة البيضاء"، ليست وليدة اللحظة بل نتيجة اختلالات بنيوية قديمة في ظروف العمل، والأجور، والتجهيزات. ورغم الاستثمار المتزايد في القطاع، تبقى التحديات أكبر، ما يطرح تساؤلات حول جدوى الإصلاحات في غياب حلول شاملة لوقف هذا النزيف المتصاعد.
أزمة تحقيق العدالة الشاملة
سلط العدد الجديد في أحد تقاريره الضوء على قضية غياب العدالة، منوهاً بأنه في وقتٍ يُفترض أن العالم يقترب فيه من العدالة الشاملة، يعيش ثلثا سكانه محرومين فعليًا من الوصول المنصف إلى العدالة، رغم المواثيق الدولية والتزامات التنمية المستدامة.
وتتفاقم الأزمة بفعل تعقيد الإجراءات وارتفاع التكاليف وضعف الشفافية، ما يدفع ملايين البشر للجوء إلى أنظمة عدالة بديلة أسرع وأقل كلفة لكنها تواجه بدورها انتقادات لغياب الضمانات والتمييز ضد النساء، التقارير تكشف كذلك عن تحديات في الأنظمة الرسمية بدول متقدمة كارتفاع تكاليف المساعدة القانونية واستمرار التحيز العرقي.
الخبراء يدعون لإصلاح متوازن يجمع تطوير العدالة الرسمية وتنظيم البديلة بما يضمن الشفافية والإنصاف. العدالة، في النهاية، تُبنى بشراكة مجتمعية وتعددية ثقافية، لا بسيطرة نموذج واحد.
سياسات الهجرة المتشددة
تطرق العدد إلى سياسات الهجرة المتشددة في قلب الجامعات الأمريكية، حيث تتعرض أحلام آلاف الطلاب الدوليين للتبدد بسبب سياسات تُبرَّر بالأمن القومي ومكافحة "النفوذ الأجنبي"، وتسببت هذه الإجراءات في انخفاض حاد بأعداد الطلاب الأجانب وطرد بعضهم تعسفيًا، ما انعكس سلبًا على البحث العلمي وتمويل الجامعات، بجانب اتهامات بالتجسس طالت طلابًا من دول مثل الصين وإيران، وسط إدانات حقوقية باعتبارها تمييزًا مقننًا فيما حاولت جامعات كبرى التصدي لكنها وجدت نفسها محاصَرة بتهديد خفض التمويل والملاحقة، وبين مطرقة الأمن وسندان التمييز، يفقد التعليم الأمريكي روحه الدولية وقيمته كجسر حضاري جامع.
المسؤولة الأممية ناتاليا كانيم
مع اقتراب نهاية فترة عملها، استعرضت "جسور بوست" تجربة ناتاليا كانيم كمديرة تنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، حيث أكدت أن دفاعها عن حق كل فتاة في حياة كريمة شكّل جوهر مسيرتها، كما واجهت تحديات كبيرة كاضطراب التمويل والتشكيك في الحقوق الإنجابية، لكن الصندوق توسع في خدماته ليصل إلى مناطق الأزمات ويدرب آلاف القابلات.
وقد ركزت كانيم على تغيير العقليات الاجتماعية تجاه قضايا مثل زواج الأطفال وختان الإناث بدل الاكتفاء بتغيير القوانين، ورغم الجائحة والضغوط السياسية، حافظ الصندوق على حضوره العالمي وتعاون مع القطاع الخاص لتطوير حلول رقمية، مع إعلانها التنحي، شددت كانيم أن نجاح طفلة واحدة يعني نجاح العالم بأسره، مؤكدة بقاء شغفها بالدفاع عن النساء والفتيات.
قضية الهجرة في بريطانيا
نوه أحد تقارير العدد الرقمي إلى ما شهدته بلدة أبينغ البريطانية مؤخرًا من أحداث بعد تحولها إلى ساحة صدام بين معارضي الهجرة وأنصار حقوق اللاجئين، في مشهد يعكس أزمة أعمق حول الهوية الوطنية والقيم الإنسانية، فيما تتصاعد المخاوف الشعبية مع تزايد أعداد الوافدين غير الشرعيين، بينما تُستغل حوادث فردية لتأجيج التحريض عبر الإعلام ومنصات التواصل.
وفي المقابل، تُتهم الحكومة باتباع سياسات متشددة تنتهك حقوق اللاجئين وتدفعهم لمسارات تهريب خطيرة، ما أدى لارتفاع الوفيات، ويبين التقرير أن الصراع لم يعد حول أرقام الهجرة فحسب، بل حول روح التسامح البريطاني التاريخي فيما يشدد خبراء على الحاجة لإصلاح شامل يجمع العدالة والحماية الإنسانية بدلًا من الاكتفاء بالتشديد الأمني.
اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين
وفي تقرير آخر تطرق العدد إلى تصاعد اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، كما حدث مؤخرًا في قرية الطيبة المسيحية قرب رام الله حيث أحرقوا مركبات وخطّوا شعارات عنصرية، منوهاً بأن هذه الهجمات ليست أحداثًا معزولة بل جزء من استراتيجية تهجير مدعومة أحيانًا بحماية الجيش الإسرائيلي، ما يفاقم انتهاك حقوق الفلسطينيين في الأمن والمأوى والتنقل.
وأشار إلى أن تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية وثّقت ارتفاعًا خطيرًا في وتيرة العنف، وسط إفلات المستوطنين من العقاب، فيما تطالب أصوات دولية ومنظمات مثل بتسيلم وهيومن رايتس ووتش والعفو الدولية بوقف الاستيطان ومحاسبة الجناة.
العنف الاستيطاني يُهدد ليس فقط حياة المدنيين بل أيضًا فرص السلام ومستقبل التعايش في المنطقة.
ملف أستراليا الحقوقي
كما استعرض العدد ما تواجهه أستراليا من انتقادات حقوقية شديدة مع استعدادها للمراجعة الدورية الشاملة أمام مجلس حقوق الإنسان في 2026، بسبب تراجع سجلها في حماية حقوق الفئات الهشة خصوصًا السكان الأصليين والأطفال وذلك بحسب تقرير أعدّه تحالف يضم أكثر من 150 منظمة يكشف استمرار العنصرية المنهجية، وسجن الأطفال بدءًا من سن العاشرة، وفشل خطة سد الفجوة في تحسين مؤشرات الصحة والتعليم والحياة الكريمة، وكذلك غياب قانون وطني ملزم لحقوق الإنسان يُسهّل تجاهل الحكومات لالتزاماتها، رغم وجود قوانين محلية محدودة في بعض الولايات.
جهود الإغاثة الأممية في سوريا
تطرق أحد تقارير العدد الجديد إلى ما أطلقته الأمم المتحدة من نداء عاجل لجمع 3.19 مليار دولار لتقديم الإغاثة لـ10.3 مليون سوري حتى نهاية 2025، في ظل أسوأ أزمة إنسانية منذ اندلاع النزاع قبل 14 عامًا، مبيناً أن التمويل الحالي يغطي فقط 11% من الاحتياجات، ما حرم ملايين السوريين من الغذاء والرعاية الصحية والمأوى في بلد يعيش أكثر من 90% من سكانه تحت خط الفقر.
وضع المرأة اليمنية
وحول الأزمة الإنسانية في اليمن كشف أحد تقارير العدد ما تعيشه المرأة اليمنية من أوضاع مأساوية في ظل الحرب المستمرة، حيث تتعرض لانتهاكات متعددة تشمل الاعتقالات والتعذيب والقيود المجتمعية، خاصة في مناطق سيطرة الحوثيين، وفي هذا السياق أكدت الحقوقية ليزا البدوي أن النساء النازحات والناشطات في المجتمع المدني يواجهن تحديات مضاعفة بسبب العنف والتمييز وتردي الأوضاع الاقتصادية.
كما انتقدت ضعف تمثيل النساء في مراكز صنع القرار وغياب تمكين حقيقي لهن، بينما يُستغل الأطفال في التجنيد الإجباري والزواج المبكر، ما يهدد مستقبل المجتمع، وأشارت إلى تدهور القطاع الصحي وانتشار الأوبئة نتيجة الحرب، مع تفاقم الأزمات النفسية وارتفاع معدلات الانتحار والعنف الأسري. وانتقدت أداء الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، معتبرةً أن تدخلها يركز على الإغاثة لا على معالجة جذور النزاع، وسط غياب الشفافية في توزيع المساعدات.
يمكن لقراء "جسور بوست" متابعة المزيد من الموضوعات والتقارير الحقوقية عبر هذا الرابط.