مخاوف بشأن التعايش.. تخريب مقبرة شيعية بريف حمص يثير الجدل في سوريا
مخاوف بشأن التعايش.. تخريب مقبرة شيعية بريف حمص يثير الجدل في سوريا
أثار اعتداء مسلحين على مقبرة تعود للطائفة الشيعية في قرية الحازمية بريف حمص الشمالي موجة استنكار واسعة، بعد قيامهم بتحطيم وتخريب شواهد القبور، في حادثة وُصفت بأنها انتهاك صارخ لحرمة الموتى وتهديد مباشر للسلم الأهلي والتعايش الديني في البلاد.
وأفادت مصادر محلية بأن عملية التخريب طالت شواهد قبور داخل المقبرة، في مشهد أعاد إلى الأذهان ممارسات سابقة شهدتها مناطق سورية عدة خلال سنوات الحرب، من بينها مدينة عفرين، حيث تعرضت مزارات دينية ومقابر لاعتداءات مشابهة شملت التدمير والنبش وطمس المعالم، بحسب ما ذكرت وكالة "أنباء المرأة"، اليوم الجمعة.
وأكدت عضوة دار المرأة في مدينة قامشلو، نافية أسعد، أن الاعتداء على المقابر يمثل خرقًا خطيرًا للأعراف الدينية والقيم الإنسانية، مشددة على أن للموتى حرمة لا يجوز المساس بها تحت أي ذريعة.
وأوضحت، بصفتها أمًا لأحد المقاتلين الذين قُتلوا خلال الحرب على تنظيم داعش، أن من ضحوا بأرواحهم دفاعًا عن وطنهم يستحقون الاحترام والتكريم، لا الاعتداء على قبورهم.
رسائل تهديد طائفية
اعتبرت أسعد أن استهداف المقابر والمزارات الدينية يحمل رسائل تهديد تتجاوز حدود المكان، ويهدف إلى بث الخوف وزعزعة التعايش بين المكونات الدينية المختلفة، محذرة من أن هذه الممارسات تفتح الباب أمام فوضى مجتمعية وتغذي النزعات الطائفية في مرحلة يفترض أن تتجه فيها البلاد نحو الاستقرار.
وانتقدت ما وصفته بالصمت الرسمي إزاء هذه الانتهاكات، معتبرة أنه يزيد من معاناة عائلات الضحايا، ولا سيما أمهات الشهداء، ويعكس تقصيرًا في حماية المقابر والمواقع الدينية والتاريخية. وتساءلت عن قدرة أي سلطة على حماية المجتمع إذا كانت عاجزة عن حماية حرمة الموتى.
وحذّرت من أن هذه الاعتداءات لا تمثل مجرد تجاوزات فردية، بل تشكل تهديدًا مباشرًا للأمن الاجتماعي والاستقرار، مؤكدة أن استمرارها يقوض أسس التعايش التاريخي بين السوريين، ويعمّق الانقسامات الطائفية في المجتمع.
دعوة لوقف الانتهاكات
دعت عضوة دار المرأة، الجهات الرسمية والمجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف هذه الانتهاكات، ومحاسبة المسؤولين عنها، وضمان حماية المقابر والمزارات الدينية، باعتبار ذلك جزءًا أساسيًا من حماية الحقوق الإنسانية وتعزيز السلم الأهلي.
وشددت أسعد في ختام تصريحاتها على أن بناء سوريا لا يمكن أن يتم على أسس طائفية، بل على وحدة المجتمع واحترام كرامة الأحياء وحرمة الموتى.
وأكدت أن أمهات الشهداء يقفن صفًا واحدًا في مواجهة أي اعتداء يستهدف النسيج المجتمعي، أو يهدد قيم العيش المشترك في البلاد.











