مؤشر حقوقي: أكثر من 14% من المراهقين بالعالم يعانون اضطرابات نفسية

مؤشر حقوقي: أكثر من 14% من المراهقين بالعالم يعانون اضطرابات نفسية
أطفال في التعليم - أرشيف

كشف مؤشر حقوق الطفل الصادر عن مؤسسة "حقوق الطفل" في مصر، بالتعاون مع كلية إيراسموس للاقتصاد والمعهد الدولي للدراسات الاجتماعية، عن أرقام صادمة تتعلق بالصحة النفسية للأطفال والمراهقين حول العالم. 

وبحسب النتائج، التي جاءت في بيان للمؤسسة، اليوم الجمعة، يعاني أكثر من 14% من الفئة العمرية بين 10 و19 عامًا من مشكلات نفسية، فيما يعد الانتحار ثالث أبرز سبب للوفاة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عامًا، بمعدل متوسط يبلغ 6 حالات انتحار لكل 100 ألف مراهق تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عامًا.

وحذّر البيان من أن هذه الأرقام لا تعكس سوى "الجزء الظاهر من المشكلة"، إذ تظل الكثير من حالات الانتحار غير مُبلّغ عنها في مختلف الدول بسبب الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالمرض النفسي، وضعف آليات الرصد والإبلاغ، والتصنيف الخاطئ لأسباب الوفاة. 

وهو ما يجعل التحدي مضاعفًا أمام صانعي السياسات الصحية والاجتماعية لتطوير أدوات فعّالة تكشف عمق الأزمة وتضع برامج علاجية وقائية للأطفال والمراهقين.

خمسة أبعاد رئيسية 

يصنف المؤشر 194 دولة حول العالم بناءً على خمسة محاور أساسية هي: الحق في الحياة، والحق في الصحة، والحق في التعليم، والحق في الحماية، والحق في بيئة تمكينية لحقوق الطفل (بما يشمل احترام الطفل، ومشاركته، وعدم التمييز).

ويعتمد التصنيف على 20 مؤشرًا فرعيًا تشمل 13 مؤشرًا كميًا و7 نوعية، وتتراوح قيمة المؤشر بين 0 و1، بحيث كلما اقتربت الدولة من الرقم 1 كان ذلك دليلًا على مستوى أعلى من احترام حقوق الطفل.

تصدرت اليونان المؤشر عالميًا بتحقيقها (0.879 نقطة)، تلتها آيسلندا (0.878 نقطة)، ثم لوكسمبورغ (0.878 نقطة)، وألمانيا (0.876 نقطة)، وموناكو (0.862 نقطة).

أما في ذيل الترتيب، فقد جاءت أفغانستان وجنوب السودان وجمهورية إفريقيا الوسطى في المراتب الأخيرة، وهو ما يعكس أثر الصراعات والحروب على الأطفال وحرمانهم من أبسط حقوقهم.

عربياً.. قطر الأولى 

على المستوى العربي، تصدرت قطر قائمة الدول العربية بحلولها في المركز الـ18 عالميًا (0.829 نقطة)، تلتها البحرين في المركز الـ28 عالميًا (0.795 نقطة)، وفي المركز الثالث عربيا جاءت مصر، بعدما حلت في المركز الـ44 عالميًا (0.775 نقطة). 

وتعكس هذه النتائج تفاوتًا ملحوظًا في الالتزام بحقوق الطفل بين الدول العربية، لكنها في الوقت ذاته تضع المنطقة أمام تحديات كبرى، خصوصًا في مجالات الصحة النفسية والتعليم والحماية.

ويؤكد الخبراء أن مؤشر حقوق الطفل ليس مجرد تصنيف رقمي، بل هو جرس إنذار عالمي يذكّر الحكومات والمجتمعات بضرورة وضع سياسات عاجلة لحماية الطفولة، وتوسيع نطاق خدمات الصحة النفسية للأطفال والمراهقين، وتوفير بيئة آمنة وصحية تضمن لهم النمو السليم والمشاركة الفاعلة في المجتمع.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية