سيول ذمار.. مأساة إنسانية جديدة تضرب اليمن المنهك من الحرب

سيول ذمار.. مأساة إنسانية جديدة تضرب اليمن المنهك من الحرب
سيول في ذمار اليمنية - أرشيف

في محافظة ذمار، التي ترزح تحت سيطرة ميليشيا الحوثي، تحولت أمطار غزيرة إلى فاجعة جديدة أودت بحياة امرأة وأصابت آخرين، لتضيف حلقة أخرى إلى سلسلة المعاناة التي يعيشها اليمنيون منذ أكثر من عقد.

وقعت المأساة في مديرية المنار، حيث تسببت السيول وانهيار كتل صخرية في مقتل امرأة، وإصابة عدد من الأشخاص بجروح متفاوتة، في حين نفق العديد من المواشي والأغنام، وتضررت وسائل نقل ثقيلة ومتوسطة وخفيفة، بحسب ما ذكرت وكالة “الأناضول”، اليوم السبت. 

وانقطعت الطرق الرئيسية والفرعية المؤدية إلى مركز المديرية "حمام علي"، ما شلّ حركة السير بالكامل.

بنية تحتية منهارة

هرعت فرق الإنقاذ الصحية والدفاع المدني ورجال المرور، مدعومة بمعدات من صندوق صيانة الطرق والسلطات المحلية، إلى موقع الحادث في مديريات المنار وضوران وجبل الشرق، في محاولة لإنقاذ المصابين وإزالة الركام وفتح الطريق العام.

لكن محدودية الإمكانيات وضعف التجهيزات، في بلد أنهكته الحرب، جعل الاستجابة بطيئة وصعبة، ما فاقم آثار الكارثة على السكان المحاصرين بين خطر الطبيعة وقسوة الظروف المعيشية.

قبل الحادث بيوم واحد، كان مركز التنبؤات الجوية والإنذار المبكر قد أطلق تحذيرات عاجلة من طقس مضطرب وأمطار رعدية ورياح شديدة، متوقعًا أن تطول التأثيرات معظم المحافظات، من صعدة شمالًا وحتى لحج وتعز جنوبًا، مرورًا بمأرب والجوف والسواحل الغربية، مع احتمال امتداد الأمطار إلى المهرة وحضرموت وشبوة وحتى عدن.

ودعا المركز المواطنين إلى الحذر، خصوصًا في مجاري السيول وبطون الأودية، محذرًا من السير في طرق طينية زلقة، غير أن ضعف البنية التحتية، وانعدام أنظمة الإنذار المبكر الفعالة، جعلا من الصعب تجنب الخسائر.

بلد مثقل بالجراح

تتكرر مشاهد السيول المدمرة في اليمن كل عام، لكن آثارها تزداد قسوة بفعل انهيار الخدمات الأساسية وانشغال الأطراف المتحاربة بصراعاتها، ما يترك السكان في مواجهة الكوارث الطبيعية بلا حماية كافية.

في ذمار، كما في غيرها من المحافظات، يعيش الناس على وقع أزمات مركبة.. حرب، فقر، بنية تحتية متهالكة، ونقص حاد في الخدمات الطبية والإغاثية، لتصبح كل موجة أمطار غزيرة نذير مأساة جديدة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية