إيران تغرق في الظلام.. أزمة طاقة تعمّق معاناة المواطنين وسط حرارة شديدة

إيران تغرق في الظلام.. أزمة طاقة تعمّق معاناة المواطنين وسط حرارة شديدة
انقطاع الكهرباء في إيران - أرشيف

في ظل صيف لاهب وموجة حرّ غير مسبوقة، يجد الإيرانيون أنفسهم يواجهون ظلامًا يمتد لساعات كل يوم، وانقطاعًا في الكهرباء تجاوز في بعض المناطق 4 ساعات يوميًا، الأمر لم يعد مجرد خلل تقني، بل أزمة طاقة متفاقمة باتت تؤثر على تفاصيل الحياة اليومية، من الإنارة إلى مياه الشرب، ومن المراوح المنزلية إلى المصانع الكبرى.

ما يزيد من الغضب الشعبي هو غياب العدالة والشفافية في توزيع الانقطاعات، فالتيار الكهربائي ينقطع مرتين يوميًا، لكن المواطنين لا يُبلّغون إلا بموعد واحد فقط عبر تطبيق "برق من"، ما يضع العائلات في مواجهة مفاجئة مع العتمة والحرارة، وفي بعض المناطق بات انقطاع الكهرباء يتزامن مع انقطاع المياه، ما يزيد من معاناة العائلات خصوصًا في ساعات النهار، بحسب ما ذكرت شبكة "إيران إنترناشيونال"، اليوم الأربعاء.

وتكشف المشاهد التي تداولها الإيرانيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي جانبًا من هذا الضغط اليومي.. أطفال يدرسون على ضوء الشموع، مرضى لا يستطيعون تشغيل أجهزة طبية في منازلهم، وعائلات تعيش في طقس خانق دون قدرة على تبريد المنازل أو حتى تخزين الطعام.

صمت رسمي وعطلة

وسط هذه الأزمة، أعلن المحافظون في 28 من أصل 31 محافظة أن غدا الخميس 7 أغسطس عطلة رسمية في المؤسسات الحكومية، في محاولة للتقليل من استهلاك الطاقة، في خطوة يراها المواطنون أقرب إلى التهرب من الحل الجذري. 

بينما خرج أعضاء في البرلمان للمطالبة بمساءلة وزير الطاقة، دون أن يلوح في الأفق أي حل فعلي.

تعود جذور الأزمة إلى غياب الاستثمارات في البنية التحتية، كما أشار بعض نواب البرلمان، مؤكدين أن ما يحدث اليوم هو نتيجة سنوات من الإهمال والتقصير. 

لكن الغضب الشعبي لا يلتفت كثيرًا للاتهامات المتبادلة بين الوزارات، بل يتركز على سؤال واحد: كيف يعيش الناس في بلد غني بالموارد وهم عاجزون عن الحصول على خدمة أساسية مثل الكهرباء؟

الصناعة أيضًا تدفع الثمن

ولم تتوقف تداعيات الأزمة على المنازل فقط، بل امتدت إلى المصانع، حيث توقفت بعض خطوط إنتاج الفولاذ والإسمنت والبتروكيماويات، مما أدى إلى تراجع حاد في الإنتاج، وزيادة في أسعار السلع، وتأثير مباشر على معيشة المواطنين الذين يشعرون أن كلفة الظلام تتضاعف يومًا بعد آخر.

وبين انقطاع الكهرباء، وتوقف المياه، وغياب الشفافية في إدارة الأزمة، يعيش الإيرانيون فصلًا جديدًا من فصول الضغط الاقتصادي والمعيشي. 

وفي وقت يواصل فيه المسؤولون تبادل اللوم، يبدو أن المواطنين وحدهم من يتحملون فاتورة أزمة لم يكونوا سببًا فيها، لكنهم يدفعون ثمنها يومًا بيوم.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية