بسبب الغلاء وضعف التأمين.. المتقاعدون في إيران يواجهون أزمة علاجية
بسبب الغلاء وضعف التأمين.. المتقاعدون في إيران يواجهون أزمة علاجية
اضطر آلاف المتقاعدين في إيران للتخلي عن متابعة علاجهم بسبب عجزهم عن دفع التكاليف الطبية المرتفعة، في وقت تراجعت فيه خدمات التأمينات التكميلية بشكل ملاحظ.
وأدى هذا الوضع إلى خلق أزمة معقدة تمس الفئة الأكثر هشاشة في المجتمع، حيث لم تعد التأمينات الأساسية ولا التكميلية قادرة على تلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الصحية.
ونقلت وكالة "إيلنا" الإيرانية، الأحد، عن أحد المتقاعدين قوله، إن خدمات شركة "آتيا سازان حافظ" للتأمين التكميلي ضعيفة للغاية.
وأوضح أنه بسبب مرضه المزمن يضطر لإجراء فحوصات دورية كل ستة أشهر، لكنه دفع مؤخرًا ثلاثة ملايين تومان لإجراء أحد هذه الفحوص، في حين لم يُغطّ التأمين سوى 500 ألف تومان فقط.
وأضاف المتقاعد بمرارة: "يُخصم من حسابنا شهريًا مبلغ للتأمين التكميلي، لكننا لا نحصل على الخدمة المطلوبة. 500 ألف تومان لا تكفي حتى لمراجعة الطبيب".
تأثير القرارات الاقتصادية
فاقمت القرارات الحكومية الأخيرة معاناة المرضى والمتقاعدين، فقد أعلن وزير الصحة الإيراني محمد رضا ظفر قندي في ديسمبر 2024 إلغاء سعر الصرف المفضل للأدوية والمعدات الطبية، بحيث يتم استيرادها بسعر صرف "نيما" الأعلى بكثير.
ومنذ ذلك الحين ارتفعت أسعار بعض الأدوية خمسة أضعاف. كما كشف نائب العلاج في منظمة الضمان الاجتماعي، شهرام غفاري، في فبراير الماضي زيادة أسعار أكثر من 400 صنف من الأدوية المشمولة بالتأمين، بنسب تراوحت بين 10 و20 بالمئة، بل وتجاوزت ذلك في بعض الأصناف.
بدأت آثار إلغاء سعر الصرف الحكومي للأدوية والمعدات الطبية في ميزانية عام 2025 بالظهور منذ مارس الماضي.
وأوضح رئيس منظمة الغذاء والدواء مهدي بير صالحي أن وقف صرف 4200 تومان لاستيراد المعدات الطبية رفع تكلفة الاستيراد سبعة أضعاف.
وامتدت تداعيات هذا القرار إلى مختلف القطاعات العلاجية، حيث ارتفعت أسعار الخدمات الصحية والفحوصات الطبية بشكل غير مسبوق، في حين عجزت شركات التأمين التكميلي عن تعويض المؤمن عليهم بما يتناسب مع هذه الزيادات.
صرخة ضد الظلم
أعرب متقاعدون عن استيائهم من ضعف الاستجابة الحكومية لأزماتهم الصحية، معتبرين أن صندوق الضمان الاجتماعي الذي ادخروا فيه طوال سنوات عملهم لا يقدم لهم الدعم الكافي اليوم.
وقال أحدهم: "المعاش التقاعدي زهيد، والخدمات الطبية ضعيفة، لا التأمين الأساسي ولا التكميلي ينصفنا".
ويشعر كثير من المتقاعدين أن الدولة تخلت عن التزاماتها تجاههم في مرحلة الشيخوخة، حيث تتضاعف حاجتهم إلى العلاج والرعاية الصحية.