صرخة أممية لإنقاذ ملايين السودانيين واللاجئين من المرض والمجاعة والألغام

صرخة أممية لإنقاذ ملايين السودانيين واللاجئين من المرض والمجاعة والألغام
الكوليرا في السودان

شددت وكالات تابعة للأمم المتحدة على ضرورة التحرك العاجل لوقف تفشي وباء الكوليرا المميت الذي يجتاح السودان ويهدد مجتمعات اللاجئين السودانيين في تشاد، محذرة من أن العنف المستمر يلاحق النازحين حتى أثناء فرارهم.

وقالت جوسلين إليزابيث نايت، مسؤولة الحماية في مفوضية شؤون اللاجئين، إنها سمعت شهادات مؤلمة من نازحين فروا من مخيم زمزم في شمال دارفور، حيث كان مسلحون يهددونهم بالملاحقة في كل مكان، وأضافت أنها تحدثت مع طفل يعيش في ملجأ للمفوضية، عبّر عن خوفه من النوم ليلاً خشية هجوم جديد.

وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن العنف المستمر يضع النظام الصحي في السودان على شفا الانهيار، بعد توثيق 174 هجوماً على مرافق طبية أسفرت عن 1171 وفاة و362 إصابة.

وأكدت المنظمة أن الكوليرا انتشرت في جميع ولايات السودان، مع تسجيل نحو 100 ألف حالة منذ يوليو 2024، إلى جانب تفشي الحصبة والملاريا وحمى الضنك وشلل الأطفال. ويزيد الجوع من تفاقم الأزمة، حيث يعاني نحو 25 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، في حين يواجه 770 ألف طفل خطر سوء التغذية الحاد الوخيم خلال هذا العام.

الأوضاع في دارفور وكردفان

تشير البيانات الأممية إلى أن المجاعة تضرب مناطق في دارفور وكردفان، بما في ذلك الفاشر ومليط وأم كدادة والطويشة وجبال النوبة الغربية، كما ارتفع عدد الأطفال الذين يتلقون العلاج من سوء التغذية في دارفور بنسبة 46% خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2025.

وفي تشاد، حذرت مفوضية شؤون اللاجئين من تفش خطِر للكوليرا في مخيم دوغي الذي يستضيف لاجئين من دارفور، حيث سُجلت 264 إصابة و12 وفاة حتى مطلع أغسطس، إلى جانب حالات مشتبه بها في مخيمات أخرى.

المفوضية أكدت أن الاكتظاظ ونقص المياه النظيفة ومحدودية مرافق الصرف الصحي تسهم في انتشار العدوى، مشيرة إلى حاجتها إلى 130 مليون دولار لتوفير الدعم الصحي والغذائي والمأوى لنحو 800 ألف شخص في دارفور، ونقل عشرات الآلاف من اللاجئين إلى مناطق أكثر أمنا.

الألغام تهدد الملايين

من جانبه، حذر صديق راشد، رئيس برنامج الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في السودان، من أن مخلفات الحرب من الألغام والذخائر غير المنفجرة أصبحت تهدد حياة السكان في المدن والمناطق الحضرية. 

وأوضح أن فرق إزالة الألغام اكتشفت في الخرطوم وحدها أكثر من ألف ذخيرة غير منفجرة خلال شهر واحد، مشيراً إلى الحاجة الماسة لتمويل بقيمة 23 مليون دولار لتعزيز عمليات الإزالة والتوعية بالمخاطر.

منذ اندلاع الصراع في السودان في أبريل 2023، دخلت البلاد مرحلة من التدهور الإنساني غير المسبوق، مع تصاعد القتال خاصة في دارفور وكردفان، ونزوح الملايين داخلياً وخارجياً. 

وتشاد المجاورة تستضيف الآن أكبر عدد من اللاجئين السودانيين المسجلين، حيث يشكل اللاجئون ثلث سكان بعض المناطق الحدودية، وتجعل الأزمات المتشابكة من مرض وجوع وعنف وألغام الوضع الإنساني في السودان والمنطقة من أخطر الكوارث المعاصرة، وتدفع الأمم المتحدة لتوجيه نداءات عاجلة للمجتمع الدولي لتقديم الدعم قبل فوات الأوان.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية