دراما وسط الحرب.. مسرح هبة شحادة يمنح نساء غزة مساحة للأمل

دراما وسط الحرب.. مسرح هبة شحادة يمنح نساء غزة مساحة للأمل
اختصاصية العلاج بالفن، هبة شحادة

في قلب المعاناة التي فرضتها الحرب على قطاع غزة، وجدت نساء وفتيات متنفساً غير متوقع في العلاج بالدراما والمسرح، بفضل مبادرة اختصاصية العلاج هبة شحادة بدعم من مؤسسة “أيام المسرح”.

منحت هذه المبادرة، التي انتقلت بالجلسات إلى بيوت النساء حفاظاً على أمنهن، المشاركات فرصة للتعبير عن الألم والحنين والأمل، وسط واقع النزوح والمجاعة والخوف المستمر، بحسب ما ذكرت وكالة "JINHA"، اليوم السبت.

وفّرت هبة شحادة، بدعم من مؤسسة "أيام المسرح"، مساحة آمنة للنساء والفتيات، بعيداً عن مراكز الإيواء التي كثيراً ما تكون هدفاً للقصف. 

وابتكرت أسلوباً يقوم على اختيار منزل آمن في حي قريب، وجمع نساء البناء في مكان واحد لتلقي جلسات دعم نفسي تستمر 15 لقاءً، تبدأ بتمارين التنفس والاسترخاء، ثم الرسم والألوان، وتنتهي بكتابة القصص الشخصية وتمثيلها وكأنها على خشبة المسرح.

تفريغ الألم بالإبداع

أتاحت هذه الجلسات للمشاركات، خصوصاً من تجاوزن الخمسين عاماً، فرصة استعادة الحركة والتعبير عن الذات بطرق غير مألوفة. 

وبرزت قصص مؤثرة كتبتها ربات بيوت وفتيات صغيرات، جسدت معاناة النزوح، وعودة النساء إلى منازلهن المدمرة وكأنهن يزرن متحفاً فاخراً، أو مشاهد عن غلاء الأسعار تنتهي بجملة ساخرة "دبري حالك".

واجهت هبة أحياناً ممانعة من بعض النساء، لكن الغالبية العظمى أبدين حماساً للاستمرار، مشيرة إلى أن اللقاءات كانت تُختتم بحزن وطلب المزيد، لأنها مثلت فسحة فرح وسط ما وصفته بـ"مدينة الموت". 

وأكدت أن هذه الأنشطة تتزامن مع اشتداد المجاعة وتفاقم المعاناة، ما يجعلها أكثر أهمية رغم مشقتها.

حنين للفن والحياة

بيّنت هبة أن النساء المشاركات كنّ بحاجة للحديث المطوّل عن مخاوفهن وأحلامهن، وأن تلك الجلسات وفرت لهن "أماناً مؤقتاً" سمح لهن بالشعور أنهن ما زلن على قيد الحياة. 

وخلال نزوحها إلى جنوب القطاع، استطاعت تنظيم عرض مسرحي بعنوان "كلها يومين وبتخلص" جسد معاناة النساء، وحظي بحضور لافت كشف عن شغفهن بعودة الحياة الفنية إلى غزة.

اختتمت هبة بالتأكيد على أن مؤسسة "أيام المسرح" تكيفت مع ظروف الحرب عبر برامج بديلة للأطفال، مثل ورش التعبير الحر بالدراما والرسوم المتحركة، وعروض مسرحية متنقلة في مراكز الإيواء. 

وقدمت المؤسسة ثلاثة عروض بارزة، هي، "نزوح" التي تحكي مخاطرة الأطفال للعودة إلى بيوتهم المدمرة، و"ع 6 الصبح" التي توثق الساعات الأولى للهجوم، إضافة إلى جولات تفاعلية لتعزيز التضامن بين النساء.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية