"عسكرة الابتكار".. رواد أعمال إيرانيون يحذرون من هجرة المواهب

"عسكرة الابتكار".. رواد أعمال إيرانيون يحذرون من هجرة المواهب
العمل الرقمي - أرشيف

في مشهد يعكس القلق المتصاعد داخل مجتمع الأعمال في إيران، وجّه كبار رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا رسالة مفتوحة للرئيس مسعود بزشكيان، حذّروا فيها من أن عسكرة الفضاء الابتكاري بلغت حدًّا خطِرًا، جعل "الهجرة المؤسسية" السبيل الوحيد أمام الشركات الناشئة للبقاء. 

الرسالة، الموقّعة من مؤسسي منصات كبرى مثل "ديجي‌ كالا" و"علي‌ بابا" و"فيليمو" و"كافه‌بازار" و"ديـوار"، دقّت ناقوس الخطر بشأن انهيار وشيك للقطاع الخاص التكنولوجي، بحسب ما ذكرت شبكة "إيران إنترناشيونال"، الجمعة.

وأوضح الموقّعون أن ضغوط الأجهزة الأمنية لم تطفئ فقط الحافز لدى الشباب، بل دفعت العديد من الشركات والمواهب إلى التفكير بالهجرة الجماعية. 

وأشاروا إلى أن فترة 2011 كانت رمزًا لازدهار الابتكار، لكن منتصف العقد الماضي شهد بداية حملة اتهامات وتشويه، صوّرت الشركات الناشئة كأدوات اختراق، ما مهّد لسياسة قمع خفية.

يكشفون أساليب الضغط

ذكر رواد الأعمال أن السلطات استخدمت وسائل متعددة لإخضاع القطاع، منها توزيع منشورات مجهولة، وتهديد المستثمرين، واعتقال المديرين، ومنع إدراج الشركات في البورصة. 

واستشهدوا بإقصاء مؤسس "ديـوار" دليلاً على سيطرة شبه كاملة للأجهزة الأمنية على القطاع الخاص.

وكشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن الحرس الثوري الإيراني تدخّل لمنع "ديـوار" من دخول بورصة طهران، وطالب بنقل جزء من أسهمها إلى شركة تحت إشراف المرشد علي خامنئي. 

وواجه مؤسس المنصة، حسام أرماندهی، ضغوطًا بسبب مواقفه المستقلة، حيث طُلب منه الخروج الكامل من مجلس الإدارة والتخلي عن حصته.

يفقدون رأس المال البشري

حذّر الموقعون من أن دول المنطقة تحولت إلى مراكز للابتكار عبر جذب الكفاءات، فيما تخسر إيران أهم أصولها، أي العقول البشرية المبدعة. 

وأكدوا أن استمرار عسكرة الاقتصاد يهدد -ليس فقط النمو- بل الحد الأدنى من بقاء قطاع الابتكار نفسه.

ودعا رواد الأعمال الرئيس الإيراني، بصفته رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي، إلى وقف فوري للعسكرة، وإعادة النظر في السياسة الرسمية تجاه قطاع التكنولوجيا، من أجل استعادة الثقة والأمل لدى الشباب، وضمان بيئة عمل حرة ومستقلة للشركات.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية