تصاعد محاولات الهجرة إلى سبتة رغم اكتظاظ مراكز الاستقبال والتشديدات الأمنية
تصاعد محاولات الهجرة إلى سبتة رغم اكتظاظ مراكز الاستقبال والتشديدات الأمنية
شهدت محاولات العبور إلى جيب سبتة الإسباني، زيادة ملحوظة في أعداد المهاجرين الوافدين، حيث أفادت الصحافة المحلية بأن محاولات العبور لم تنخفض عن مئة محاولة يوميًا طوال الأسبوع.
وأوضحت صحيفة إل فارو دي سبتة، اليوم الثلاثاء، أن هذه المحاولات الكثيفة بدأت منذ نهاية يوليو، مستغلة الضباب الكثيف الذي يميز فصل الصيف، والذي يتيح للمهاجرين فرصة عبور المسافة القصيرة الفاصلة بين السواحل المغربية والجيب الإسباني، سواء سباحة أو باستخدام قوارب صغيرة، ففي 26 يوليو، تمكن نحو 50 قاصرًا مغربيًا و30 بالغًا من الوصول إلى المنطقة.
وذكرت صحيفة إل فارو دي سبتة، أن قوات الأمن الإسبانية أغلقت منذ الصباح شاطئي طراجل والمدرابة، القريبين من الحدود مع المغرب، بشكل كامل، ونشرت صورًا ومقاطع فيديو للمهاجرين الذين جرى اعتراضهم.
وأكد اتحاد الحرس المدني الإسباني أن أكثر من 100 شخص قفزوا في البحر يوم الخميس الماضي في محاولة للوصول إلى الشواطئ الإسبانية، فيما واصل خفر السواحل المغربي والإسباني اعتراض العديد منهم.
ورغم هذه الإجراءات الأمنية المشددة على جانبي الحدود، لا يزال بعض المهاجرين يتمكنون من الوصول، حيث استقبل الصليب الأحمر يوم الأربعاء 12 شخصًا وصلوا حفاة وبملابس مبللة، بينما ظهرت على الشواطئ الإسبانية عشرات العوامات المهجورة التي استخدمها المهاجرون.
مراكز استقبال مثقلة بالأعداد
استقبلت مراكز الإيواء في سبتة أعدادًا كبيرة فاقت قدرتها الاستيعابية، حيث يتلقى نحو 450 قاصرًا الرعاية في مركز مخصص، بنسبة اكتظاظ بلغت 414%، بينما يضم مركز إيواء البالغين (CETI) أكثر من 700 شخص رغم أن طاقته لا تتجاوز 500.
وأرسلت السلطات الإسبانية تعزيزات لمواجهة الضغط، بما في ذلك سفينة جديدة وصلت نهاية يوليو لدعم السفينتين المتمركزتين في المنطقة.
كما نُقلت أول دفعة من المهاجرين يوم الخميس 7 أغسطس إلى مناطق إسبانية أخرى، وكان معظمهم من الجزائر والسودان وغينيا كوناكري، في محاولة لتخفيف العبء عن مراكز سبتة.
هجرة الفتيات القاصرات
رصدت منظمات الهجرة والمراقبون المحليون تزايدًا في "تأنيث" الهجرة إلى سبتة، حيث تلجأ أعداد متزايدة من الشابات المغربيات، بعضهن في سن 16 أو 17 عامًا، إلى عبور البحر سباحة، تمامًا كما يفعل نظراؤهن من الذكور.
وأوضح أخصائي الهجرة المقيم في المغرب، المستشار لدى المنظمات الدولية، علي الزبيدي، أن هذه الظاهرة تزداد وضوحًا في السنوات الأخيرة.
وأشار الزبيدي إلى قصص إنسانية مؤثرة، مثل قصة فتاة مغربية نشرت صور رحلتها البحرية إلى سبتة في أغسطس 2024، والتي لقيت أكثر من سبعة ملايين مشاهدة، وروت خلالها معاناتها مع أمواج البحر العاتية وخطورة الاصطدام بالصخور.
حصيلة الضحايا
أسفرت محاولات العبور منذ بداية العام عن وفاة ما يقرب من 10 أشخاص قبالة سواحل سبتة ومليلية، وهو رقم أقل بكثير من حصيلة عام 2021 حين شهدت المنطقة دخول نحو 8 آلاف مهاجر خلال أيام معدودة، ومصرع نحو 30 شخصًا.
وبحسب وزارة الداخلية الإسبانية، وصل أكثر من 1600 مهاجر إلى سبتة ومليلية منذ بداية العام الجاري، مقارنة بـ1390 خلال الفترة نفسها من العام الماضي، بزيادة نسبتها 15%، ما يعكس استمرار الضغط على الحدود الجنوبية لأوروبا رغم التشديدات الأمنية.