وسط موجة حر تاريخية.. قتيل وإجلاء الآلاف جراء حرائق الغابات في إسبانيا

وسط موجة حر تاريخية.. قتيل وإجلاء الآلاف جراء حرائق الغابات في إسبانيا
حرائق الغابات في إسبانيا

شهدت إسبانيا، اليوم الثلاثاء، سلسلة من حرائق الغابات العنيفة التي أجبرت آلاف السكان على إخلاء منازلهم، وأسفرت عن وفاة رجل متأثرًا بحروق خطيرة في ضاحية تريس كانتوس شمال العاصمة مدريد، مع استمرار موجة الحر التي تضرب البلاد منذ أكثر من أسبوع.

وفق مسؤولين محليين، ساعدت الرياح العاتية التي تجاوزت سرعتها 70 كيلومترًا في الساعة على انتشار النيران بسرعة لافتة، إذ قطع الحريق في مدريد مسافة ستة كيلومترات في أقل من 40 دقيقة، ما دفع السلطات إلى إجلاء المئات بشكل عاجل، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس". 

وتمكنت فرق الإطفاء من السيطرة على الحريق صباح الثلاثاء، لكن حالة التأهب لا تزال قائمة تحسبًا لاشتعال بؤر جديدة.

الأندلس وليون في قلب الأزمة

في إقليم الأندلس جنوب البلاد، اندلع حريق قرب شواطئ طريفة، ما أجبر نحو ألفي شخص على مغادرة الفنادق والمنازل. 

وأكد وزير الداخلية الإقليمي أنطونيو سانز أن فرق الإنقاذ أنقذت منطقة سكنية في "اللحظة الأخيرة"، فيما أصيب شرطي أثناء عمليات الإخلاء بعد أن صدمته سيارة.

أما في إقليم قشتالة وليون شمال غرب إسبانيا، فقد تم تسجيل أكثر من 30 حريقًا في يوم واحد، أحدها هدد موقع لاس مدولاس المدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو، والمشهور بتاريخه كمنجم روماني للذهب.

تغير مناخي ومخاطر متزايدة

تأتي هذه الكوارث في وقت صنّف فيه خبراء الأرصاد، اليوم الثلاثاء، بأنه الأكثر حرارة في موجة الحر الحالية، إذ تجاوزت درجات الحرارة العظمى 40 مئوية في بعض المناطق، وبقيت الصغرى ليلًا فوق 25 مئوية، ما يزيد من صعوبة احتواء الحرائق ويستنزف جهود الإطفاء.

يُحذّر علماء المناخ من أن ارتفاع وتيرة موجات الحر في شبه الجزيرة الإيبيرية خلال العقدين الأخيرين يرتبط مباشرة بتغير المناخ، ما يجعل إسبانيا أكثر عرضة لحرائق الغابات الممتدة والعنيفة. 

وتشير بيانات الاتحاد الأوروبي إلى أن موسم الحرائق في البلاد بدأ هذا العام أبكر من المعتاد، وبشدة أكبر، ما ينذر بتكرار المشاهد الكارثية التي عرفتها البلاد صيف العام الماضي.

حالة تأهب وطنية

أعلنت السلطات الإسبانية حالة الطوارئ في عدة أقاليم، ونشرت تعزيزات جوية وأرضية لاحتواء النيران، فيما دعت السكان إلى تجنب التنقل في المناطق المهددة واتباع تعليمات الإخلاء.

بالنسبة للكثيرين، لم تعد حرائق الغابات في إسبانيا مجرد كوارث طبيعية موسمية، بل أصبحت جزءًا من واقع مناخي جديد يتطلب خططًا طويلة الأمد للوقاية والتأهب، في بلد يشهد صيفًا بعد صيفٍ درجات حرارة قياسية ورطوبة متدنية ورياحًا جافة تؤجج ألسنة اللهب.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية