18 عاماً على هجوم "داعش".. جرح لم يندمل في ذاكرة الإيزيديين بسنجار

18 عاماً على هجوم "داعش".. جرح لم يندمل في ذاكرة الإيزيديين بسنجار
وقفة لحركة حرية المرأة الإيزيدية - أرشيف

في الرابع عشر من أغسطس 2007، اهتزت بلدتا تل عزير وسيبا شيخ خضر في قضاء سنجار بمحافظة نينوى، على وقع واحدة من أبشع المجازر التي عرفها العراق الحديث.

خمس سيارات مفخخة انفجرت تباعًا، لتترك خلفها أكثر من 700 قتيل ومئات الجرحى، في مشهد دموي ما زال محفورًا في ذاكرة المجتمع الإيزيدي باسم "الفرمان الثالث والسبعون"، في إشارة إلى سلسلة الإبادات التي تعرض لها الإيزيديون عبر تاريخهم.

مرّت 18 سنة على ذلك اليوم، لكن الألم لا يزال حاضرًا، ومصير كثير من الضحايا مجهول، في حين يواصل الناجون وعائلاتهم المطالبة بالكشف عن هوية الجناة ومحاسبة المسؤولين، مؤكدين أن غياب العدالة جعل الخوف يتجذر في نفوسهم حتى اليوم، بحسب ما ذكرت وكالة "JINHA"، الخميس.

ذكريات تحت الأنقاض

باران بركات، إحدى الناجيات من تل عزير، تروي تفاصيل اللحظات التي غيّرت حياتها إلى الأبد.. تقول: “كما نعتبر الثالث من أغسطس 2014 يومًا أسود في تاريخنا، فإن الرابع عشر من أغسطس 2007 لا يقل سوادًا وألمًا، كنا في منزلنا حين دوى الانفجار، انهار السقف فوق رؤوسنا وعلقنا تحت الركام”. 

تابعت: "كنت أسمع وقع أقدام الناس وهم يركضون فوقي، وظننت أنني سأموت، لكن زوجي أنقذني بمساعدة شقيقه، رغم أنه كان قد فقد ابنه للتو".

تستعيد باران اللحظات الصعبة حين فقدت اثنين من أطفالها، أحدهما بقي عالقًا تحت الأنقاض حتى فارق الحياة. 

وتضيف: "كانت الجثث في كل مكان، تُحفر القبور بالرافعات، والمستشفيات عاجزة عن استقبال الأعداد الهائلة من الجرحى، حتى اليوم، لم تعترف الحكومة أن ابني وابنتي ضحايا، ونحن نعيش في خوف دائم من تكرار ما حدث".

أمهات يبحثن عن السلام

سيفي خوديدا، أم أخرى نجت من المجزرة، فقدت عددًا كبيرًا من أفراد عائلتها.. تحكي: "قبل الانفجار، رأيت السيارات المفخخة من بعيد وأخبرت عائلتي، لكننا لم نستطع فعل شيء، بعد دقائق وقع الجحيم، إحدى العائلات من أقاربي أُبيدت بالكامل، أطفالها الخمسة قُتلوا، وكانت أشلاء النساء والأطفال تتطاير في الهواء".

وتُحمل سيفي الحكومة العراقية مسؤولية التقصير في حماية المدنيين، مضيفة: "الحكومة خانتنا، أخذت الكثير من الشهداء والجرحى وحتى الآن لا نعرف مصيرهم. لم نحصل على أي اعتراف أو دعم، كل ما نريده أن نعيش بسلام وأمان".

الهجوم الذي يوصف بأنه "الفرمان الثالث والسبعون" لم يكن حادثًا معزولًا، بل جزء من سلسلة طويلة من الانتهاكات ضد الإيزيديين، الذين تعرضوا على مدى قرون لمجازر وعمليات تهجير قسري.

آثار الصدمة وفقدان الأحبة

ورغم مرور ما يقرب من عقدين، لا يزال الناجون يواجهون آثار الصدمة النفسية وفقدان الأحبة، وسط غياب أي تحقيقات شفافة أو محاكمات للمسؤولين. بالنسبة لكثيرين منهم لم يكن التفجير مجرد هجوم إرهابي، بل رسالة قاسية بأنهم ما زالوا بلا حماية في وطنهم.

"هذه أرضنا وديارنا، لكننا لا نشعر بالأمان"، تقول باران بركات، مختصرة شعور مجتمع بأكمله ما زال يطالب بالعدالة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية