استشهاد 1760 فلسطينياً أثناء انتظار المساعدات بغزة منذ أواخر مايو

أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أن 1760 فلسطينياً على الأقل استشهدوا أثناء انتظارهم المساعدات الإنسانية في قطاع غزة منذ 27 مايو الماضي، في حصيلة تجاوزت بمئات الأشخاص ما تم تسجيله مطلع الشهر نفسه. 

وأوضحت المفوضية في بيان لها، الجمعة، أن من بين الشهداء 994 شخصاً سقطوا في مواقع مؤسسة غزة الإنسانية، و766 آخرين على طرق قوافل الإمدادات، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي نفّذ معظم هذه الهجمات.

وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، أن 38 فلسطينياً استشهدوا الجمعة، بينهم 12 من منتظري المساعدات، جراء إطلاق نار وغارات إسرائيلية. 

وأشار مكتب المفوضية إلى أن النصف الأول من أغسطس شهد 11 حادثة استهدفت فلسطينيين مكلفين بحراسة القوافل الإنسانية في شمال ووسط القطاع، كان آخرها في 13 أغسطس، حين أدت غارات على منطقتي الصفطاوي والكرامة إلى استشهاد 12 شخصاً وإصابة 18 آخرين، تلتها غارة أخرى على منطقة التوام أسفرت عن مقتل ستة أفراد من الأمن المدني. 

واعتبر المكتب أن هذه الوقائع تشكل "نمطاً متكرراً" يعكس استهدافاً متعمداً للمدنيين المشاركين في تأمين المساعدات.

انهيار إنفاذ القانون

أشار المكتب الأممي إلى أن استهداف الشرطة المدنية في غزة، رغم عدم مشاركتها في الأعمال القتالية، أسهم في انهيار إنفاذ القانون وخلق حالة فوضى حول قوافل الإمدادات، ما فاقم أزمة الغذاء والدواء في القطاع. 

وأكد أن القيود الإسرائيلية على تغطية الإعلام المستقل، إضافة إلى الأوضاع الميدانية الخطرة، تعوق التحقق من جميع الوقائع، لكن النمط الموثق منذ 7 أكتوبر 2023 يشير إلى عشرات الحوادث المماثلة.

الحرب وأبعادها الإنسانية

بدأت الحرب الحالية في 7 أكتوبر 2023 بهجوم شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل، أدى إلى مقتل 1219 شخصاً، معظمهم مدنيون، بحسب إحصاءات إسرائيلية رسمية. 

وردّت إسرائيل بعمليات عسكرية واسعة النطاق في غزة أسفرت عن استشهاد أكثر من 61,827 شخصاً حتى منتصف أغسطس 2025، وفق وزارة الصحة في غزة التي تعتبر الأمم المتحدة بياناتها موثوقة. 

وتصف منظمات الإغاثة الدولية الوضع الإنساني في القطاع بأنه "كارثي"، مع انهيار شبه كامل للبنية التحتية الطبية ونقص حاد في الغذاء والمياه، وسط تحذيرات من أن استمرار استهداف نقاط توزيع المساعدات يهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين.