"أطباء بلا حدود": مراكز المساعدات المدعومة إسرائيلياً تضاعف أعداد جرحى غزة
"أطباء بلا حدود": مراكز المساعدات المدعومة إسرائيلياً تضاعف أعداد جرحى غزة
قالت منظمة أطباء بلا حدود إن أعداد المصابين الفلسطينيين في قطاع غزة تضاعفت ثلاث مرات يومياً منذ بدء العمل في مراكز توزيع المساعدات التابعة لما يسمى "مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية"، وهي مبادرة مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل ومرفوضة من الأمم المتحدة.
وفي كلمة مصورة عبر منصة "إنستجرام"، أوضح نائب المنسق الطبي للمنظمة بغزة، محمد أبو مغيصب، أن القطاع الصحي يشهد "انهياراً مرعباً"، لافتاً إلى أن "النظام الصحي كان هشاً أصلاً قبل الحرب، وما تبقى منه مجرد هيكل لا يكاد يعمل".
وأشار أبو مغيصب إلى أن نقاط توزيع المساعدات التي تديرها إسرائيل تحولت إلى "مناطق قتل"، ما أسهم في تضاعف أعداد الجرحى الذين يصلون يومياً إلى المستشفيات.
وقال: "نرى أطرافاً مبتورة والتهابات شديدة وعظاماً مهشمة وشرايين ممزقة، بحاجة إلى جراحة عاجلة وعناية مركزة".
وأضاف أن القدرة على إجراء العمليات الجراحية والعناية المركزة "تتلاشى تحت ضغط الإبادة الجماعية"، مؤكداً أن أقساماً كاملة في المستشفيات لم تعد قادرة على استقبال الحالات الحرجة.
أرقام صادمة للخسائر
منذ بدء إسرائيل خطة توزيع المساعدات عبر المؤسسة المذكورة في 27 مايو الماضي، قُتل ما لا يقل عن 1924 فلسطينياُ كانوا بانتظار المساعدات، في حين أصيب أكثر من 14 ألفاً، وفقاً لوزارة الصحة في غزة، كثير من هؤلاء الجرحى يفقدون حياتهم قبل الوصول إلى المستشفى.
أبو مغيصب شدد على أن "الوقف الفوري لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية آمنة أمر لا بد منه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه"، محذراً من أن استمرار الوضع الراهن يعني "أننا لن نجد شيئاً لإنقاذه، لا المستشفيات ولا المرضى ولا المستقبل".
تواصل الحرب المدمرة
منذ السابع من أكتوبر 2023، يواجه قطاع غزة حرباً مدمرة خلفت دماراً شاملاً في البنية التحتية الصحية، وفق بيانات وزارة الصحة في غزة، بلغ عدد الضحايا أكثر من 61 ألف شهيد و155 ألف مصاب، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين، كما تسبب الحصار ونقص الإمدادات في مجاعة أودت بحياة مئات الأشخاص، بينهم أطفال.
توزيع المساعدات عبر ما يسمى "مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية" التي تدعمها إسرائيل والولايات المتحدة، جاء خارج إطار الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، ما أثار انتقادات واسعة بأنها أداة سياسية وعسكرية أكثر منها استجابة إنسانية.