اليمن والسودان في المقدمة.. الكوليرا تهدد الملايين وسط صراعات ونزوح واسع

اليمن والسودان في المقدمة.. الكوليرا تهدد الملايين وسط صراعات ونزوح واسع
الكوليرا في اليمن - أرشيف

شهد العالم في الأشهر الأخيرة تصاعدًا خطرًا في تفشي وباء الكوليرا، وسط ظروف إنسانية بالغة الصعوبة ناجمة عن الصراعات المسلحة والنزوح الجماعي وانهيار الخدمات الأساسية. 

وتصدرت دول مثل السودان واليمن وجنوب السودان قائمة الدول الأكثر تضررًا، حيث حصد المرض أرواح الآلاف وأصاب عشرات الآلاف، في حين تحذر المنظمات الصحية من كارثة إنسانية كبرى إذا لم يتدخل المجتمع الدولي بشكل عاجل.

وحذرت منظمة الصحة العالمية في بيان لها، السبت، من تدهور خطر في الوضع الوبائي عالميًا، مؤكدة أن الإصابات المسجلة هذا العام تجاوزت 390 ألف حالة، مع أكثر من 4.300 وفاة في 31 دولة. 

ورجّحت المنظمة أن تكون الأرقام الحقيقية أعلى بكثير، إذ إن الكوليرا، رغم إمكانية الوقاية منها وعلاجها بسهولة، ما زالت تحصد الأرواح بسبب ضعف البنية التحتية وصعوبة وصول السكان إلى مياه نظيفة وخدمات صحية مناسبة.

السودان واليمن في قلب الأزمة

شهد السودان انتشارًا واسعًا للمرض في جميع الولايات، حيث سُجّل نحو 50 ألف إصابة وأكثر من ألف وفاة بمعدل فتك بلغ 2.2%. 

وارتفع عدد الحالات بشكل خاص في إقليم دارفور، في حين ظهرت بؤر جديدة في تشاد المجاورة مع تسجيل أكثر من 500 إصابة و30 وفاة خلال أقل من شهر، ما عكس سرعة انتقال العدوى عبر الحدود.

أما اليمن، فقد سجل أكثر من 60 ألف إصابة و164 وفاة، فيما أسهم موسم الأمطار في زيادة تلوث مصادر المياه وتسريع وتيرة التفشي. 

وأكدت المنظمة أن انهيار النظام الصحي، وغياب خدمات المياه والصرف الصحي، والنزوح الواسع، جعلت البلاد بيئة خصبة للوباء، محذرة من أن الأطفال وكبار السن هم الأكثر عرضة للوفاة نتيجة الجفاف وسوء التغذية.

جنوب السودان ونقص اللقاحات

سجل جنوب السودان ما يقارب 70 ألف إصابة وأكثر من 1.158 وفاة، وسط عجز واضح للقطاع الصحي عن استيعاب الأعداد المتزايدة. 

وربط خبراء الصحة انتشار المرض هناك مباشرة بالصراعات الداخلية وحركات النزوح، مؤكدين أن الحل الجذري يكمن في تأمين المياه النظيفة وتوسيع شبكات الصرف الصحي.

وفي السياق، أبرزت منظمة الصحة العالمية أزمة حادة في توفير اللقاحات، إذ تجاوزت الطلبات قدرات الإنتاج، رغم وصولها لأعلى مستوى منذ 2013. 

وكشفت أن المجموعة التنسيقية الدولية تلقت أكثر من 38 طلبًا من 12 دولة، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف العام الماضي. 

ورغم تخصيص أكثر من 40 مليون جرعة، فإن هذا العدد لم يكفِ سوى لتغطية جزء محدود من الاحتياجات، ما دفع المنظمة إلى الاكتفاء بجرعة واحدة بدلًا من جرعتين لكل شخص، وهو ما يوسّع نطاق الحماية لكنه يقلل من فعاليتها على المدى الطويل.

دعوات إلى تعبئة عاجلة

دعت منظمة الصحة العالمية المجتمع الدولي إلى تعبئة تمويل فوري ودعم توزيع اللقاحات، إلى جانب الاستثمار في البنية التحتية للمياه والصرف الصحي. 

وأكدت أن مواجهة الأزمة تتطلب جهدًا مشتركًا بين الحكومات والمنظمات الإنسانية لتفادي كارثة كبرى، خصوصًا في الدول التي تعاني النزاعات مثل اليمن والسودان وجنوب السودان.

واختتم الخبراء بالتأكيد أن الكوليرا، رغم بساطة الوقاية والعلاج منها، لا تزال قاتلة في غياب أبسط مقومات الحياة. 

وأوضح الخبراء أن التدخل العاجل يمكن أن ينقذ حياة مئات الآلاف، وأن التأخر في الاستجابة قد يحوّل الأزمة إلى مأساة إنسانية غير مسبوقة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية