إسرائيل تهدد بتدمير مدينة غزة إذا لم تستسلم "حماس" وتعيد الرهائن
إسرائيل تهدد بتدمير مدينة غزة إذا لم تستسلم "حماس" وتعيد الرهائن
توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الجمعة، بتدمير مدينة غزة بالكامل إذا لم تتخل حركة حماس عن سلاحها ولم تطلق سراح جميع الرهائن المحتجزين لديها.
وكتب كاتس على منصة "إكس"، أن "أبواب الجحيم ستفتح قريباً على رؤوس عناصر حماس"، مؤكداً أن إسرائيل لن تنهي الحرب إلا بشروطها، وأبرزها الإفراج الفوري عن الرهائن وتسليم الحركة سلاحها.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية "فرانس برس"، أن تصريحات كاتس جاءت بعد ساعات من إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بدء مفاوضات جديدة بشأن الرهائن.
وأكد نتانياهو أن هذه المفاوضات ستسير بالتوازي مع "خطط جيش الدفاع للسيطرة على مدينة غزة وهزيمة حماس"، ما يعكس الجمع بين المسارين العسكري والسياسي.
خطة عسكرية واسعة النطاق
وكان كاتس قد أمر، الأربعاء الماضي، باستدعاء 60 ألف جندي احتياط استعداداً لخطة عسكرية واسعة النطاق للسيطرة على المدينة المحاصرة.
وأوضحت مصادر فلسطينية أن المقترح الأخير الذي وافقت عليه حماس يتضمن إطلاق سراح الرهائن على دفعات، في حين تصر إسرائيل على إطلاقهم دفعة واحدة دون تجزئة.
وأكد الوسطاء الإقليميون والدوليون أنهم ما زالوا ينتظرون رداً رسمياً من الحكومة الإسرائيلية بشأن آلية تنفيذ الاتفاق.
ويأتي هذا في وقت تتصاعد فيه المخاوف من انهيار المسار التفاوضي نتيجة تشدد مواقف الطرفين.
تداعيات داخلية وخارجية
أثارت التهديدات الإسرائيلية بزيادة التصعيد في غزة موجة من الانتقادات الدولية، خصوصاً من الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان التي حذرت من وقوع كارثة إنسانية جديدة إذا استُهدفت مدينة غزة المكتظة بالسكان.
وواجهت الحكومة الإسرائيلية اعتراضات داخلية من أحزاب معارضة ومنظمات مدنية تخشى أن تؤدي العمليات الواسعة إلى مزيد من الخسائر البشرية وتعميق عزلة إسرائيل على الساحة الدولية.
وأدى هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 إلى مقتل 1219 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفق إحصاءات رسمية نشرتها وكالة الصحافة الفرنسية.
ورداً على ذلك، شنت إسرائيل حرباً متواصلة على قطاع غزة خلّفت حتى الآن 62,192 شهيدا، غالبيتهم من المدنيين، بحسب بيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس.
ويؤكد مراقبون أن هذه الأرقام تعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع منذ قرابة عامين من الحرب المستمرة.
أبعاد إنسانية وأمنية
فاقمت الحرب أوضاع المدنيين في قطاع غزة، إذ يواجه السكان أوضاعاً مأساوية نتيجة الدمار الشامل ونقص الغذاء والدواء وانقطاع الكهرباء والمياه.
ويخشى مراقبون أن يؤدي تهديد كاتس الأخير إلى توسيع رقعة الكارثة، خاصة إذا قررت إسرائيل تنفيذ هجوم شامل على مدينة غزة التي يقطنها مئات الآلاف من المدنيين.
وفي الوقت ذاته، تصر إسرائيل على أن الحسم العسكري هو السبيل الوحيد لإنهاء سيطرة حماس على القطاع، في حين ترى أطراف دولية أن أي حل مستدام يجب أن يترافق مع تسوية سياسية شاملة.