عالقون في مخيمات مكتظة.. الروهينغا ينتظرون الأمل رغم معاناة النزوح والإهمال

عالقون في مخيمات مكتظة.. الروهينغا ينتظرون الأمل رغم معاناة النزوح والإهمال
الروهينغا في المخيمات - أرشيف

منذ موجات القمع العسكري في ولاية راخين البورمية عام 2016 وما تلاها من أعمال عنف في 2017، فرّ ما يقارب مليون شخص من الروهينغا إلى بنغلادش، حيث وجدوا أنفسهم عالقين في مخيمات مكتظة مثل بالوخالي في منطقة كوكس بازار.

محمد قيصر، البالغ من العمر 28 عاماً، واحد من هؤلاء اللاجئين، ترك منزله ومتجره الصغير في بلدة مونغداو، ليصل حافياً تحت المطر إلى بنغلادش على متن قارب هش، حاملاً معه حلم النجاة لأسرته، بحسب ما ذكرت وكالة “فرانس برس”، الاثنين.

اليوم، وبعد ثماني سنوات من النزوح، يصف محمد حياته فيقول: "قدرنا أن نبقى في هذا المخيم المكتظ، مكدسين بين خيام صغيرة".

محادثات ومساعدات تتقلص

تترقب المخيمات ما ستسفر عنه محادثات الحكومة المؤقتة في بنغلادش المقررة الاثنين، والتي تسبق مؤتمر الأمم المتحدة بشأن الروهينغا في 30 سبتمبر. 

لكن الآمال تتراجع مع تقلص المساعدات الدولية، خصوصاً بعد تجميد المساعدات الأمريكية في 2024، ما انعكس مباشرة على الغذاء والرعاية الصحية.

وفقاً لبرنامج الأغذية العالمي، 57% من الأسر في وسط راخين غير قادرة على تلبية حاجاتها الأساسية، أما في مخيمات كوكس بازار، فالحصص الشهرية التي يحصل عليها اللاجئون بالكاد تكفي، حيث لا تتجاوز قيمة البطاقة الغذائية 12 دولاراً للفرد.

الأطفال.. الضحايا الأكثر هشاشة

يواجه أطفال الروهينغا واقعاً أكثر قسوة؛ فبين سوء التغذية وانعدام فرص التعليم، أصبح مستقبلهم مهدداً. 

محمد، والد لطفل يبلغ ثلاث سنوات، يقول: "ابني يحتاج إلى الحليب والبيض والعدس، لكننا لا نملك ثمنها. مراكز التغذية تساعد الأطفال حتى سن الثانية فقط، وبعد ذلك نُترك لمصيرنا".

ويضيف بحسرة أن أمنيته الكبرى هي أن تسمح دكا لأطفال الروهينغا بالالتحاق بالمدارس، قائلاً: "إذا استطاعوا الاعتماد على أنفسهم، فربما لن يكون مستقبلهم قاتماً كمستقبلنا".

العنف داخل المخيمات

إلى جانب الجوع والحرمان، يواجه الروهينغا تهديدات أمنية متصاعدة داخل المخيمات، فقد شهد مخيم بالوخالي اشتباكات دامية بين جماعات مسلحة محلية، صارت حدّ وصف محمد لها: "أشبه بعملية احتجاز رهائن".

العنف اليومي يضاعف من معاناة الأسر، والأطفال هم الفئة الأضعف والأكثر عرضة للصدمات النفسية.

في ولاية راخين، عرض المجلس العسكري على الروهينغا الجنسية مقابل القتال إلى جانبه، لكن محمد يصف ذلك بأنه: "خيانة جديدة. استخدمنا كل طرف لخدمة مصالحه".

عودة بعيدة المنال

ومع استمرار الحرب الأهلية منذ انقلاب 2021، تبدو العودة إلى الوطن بعيدة المنال، الأمم المتحدة بدورها أكدت أن عودة اللاجئين لن تكون ممكنة إلا عندما يصبح الوضع آمناً، وهو ما لا تلوح بوادره في الأفق القريب.

وبين تقليص المساعدات، وتدهور الأوضاع الأمنية في المخيمات، وغياب أفق العودة، يظل الروهينغا محاصرين بين أمل زائف في العودة وواقع قاسٍ في المنفى.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية