الأمم المتحدة: السودان يواجه أسوأ كارثة إنسانية في تاريخه الحديث
الأمم المتحدة: السودان يواجه أسوأ كارثة إنسانية في تاريخه الحديث
حذرت الأمم المتحدة، الاثنين، من أن السودان يمر بأكبر أزمة جوع في العالم، في وقت يشهد فيه تفشياً خطِراً لمرض الكوليرا يهدد حياة مئات الآلاف من النازحين، خاصة في إقليم دارفور.
مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" أعلن أن السودان تشهد انتشاراً واسعاً للكوليرا، مع تسجيل أكثر من 100 ألف إصابة خلال عام واحد، في أكبر تفشٍ للمرض منذ سنوات.
ووفق آخر إحصائية حكومية في السودان، بلغ عدد الإصابات المؤكدة 102,831 حالة بينها 2,561 وفاة منذ أغسطس 2024. وفي دارفور وحدها سُجلت 9,507 إصابات و395 وفاة حتى الآن.
نزوح ومعاناة
مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حذرت من أن نحو 500 ألف نازح في شمال دارفور، معظمهم فروا من مدينة الفاشر خلال الأشهر الأخيرة، مهددون بالإصابة بالكوليرا.
وأشارت إلى أن الوضع يزداد خطورة في مواقع الإيواء المكتظة، حيث تفتقر المناطق إلى مياه الشرب النقية والخدمات الصحية الأساسية.
المنسقية العامة للاجئين والنازحين في دارفور أكدت تسجيل 181 إصابة جديدة و6 وفيات، الاثنين الماضي وحده، وأوضحت أن انتشار المرض تزامن مع توقف محطات المياه في عدة مناطق بسبب الحرب، ما أدى إلى تلوث مصادر الشرب وغياب حملات التوعية والوقاية.
حرب مدمرة
يشهد السودان حرباً مدمرة منذ منتصف أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص وتشريد نحو 15 مليون نازح ولاجئ، في حين تشير تقديرات أكاديمية أمريكية إلى أن عدد القتلى قد يصل إلى 130 ألفاً.
وفي ظل استمرار القتال وتفكك مؤسسات الدولة، تتضاعف الأزمات الإنسانية والصحية، حيث تتقاطع المجاعة مع انتشار الأوبئة، ليجد المدنيون أنفسهم في مواجهة كارثة مركبة غير مسبوقة في تاريخ البلاد الحديث.