"يونامي": 50% من سكان مخيم "الهول" بسوريا تقل أعمارهم عن 12 عاماً
"يونامي": 50% من سكان مخيم "الهول" بسوريا تقل أعمارهم عن 12 عاماً
شهد وفد رفيع المستوى من بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق -زار مخيم الهول في شمال شرق سوريا، برفقة رئيس جهاز الأمن الوطني العراقي- الظروف القاسية التي يواجهها سكان الهول بشكل يومي على الرغم من الجهود الجبارة التي تبذلها الجهات الفاعلة الإنسانية.
ووصف بيان صادر عن بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق، مخيم الهول، الذي يقع بالقرب من الحدود السورية العراقية، بأنه مجمع خيام مقفر مترامي الأطراف تحت أشعة الشمس الحارقة، مؤكدا أن سكان المخيم، ولا سيما الأطفال، لم يطلبوا أبدًا أن يكونوا جزءًا من هذا الوضع اليائس الذي لا نهاية له في الأفق.
وأشار بيان يونامي، إلى أن 50% من إجمالي سكان الهول (حاليًا نحو 56 ألف فرد) تقل أعمارهم عن 12 عامًا، وهم يجدون أنفسهم محرومين من حقوقهم، وضعفاء ومهمشين.
وتدهورت الأوضاع الإنسانية والأمنية الخطرة للغاية بالفعل في الأشهر الماضية، مما يجعل المخاطر المرتبطة بهذه الكارثة أكثر وضوحًا.
قالت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، جينين هينيس بلاسخارت: "إن إبقاء الناس في ظروف مقيدة وسيئة يؤدي في النهاية إلى مخاطر حماية وأمن أكبر من إعادتهم بطريقة خاضعة للرقابة".
السيطرة على الوضع
وأضافت: "يُظهر العراق أن عمليات الإعادة المسؤولة ممكنة، من خلال إيجاد حلول ترتكز على مبادئ كل من المساءلة وإعادة الإدماج.. الحل الأفضل والوحيد الدائم هو السيطرة على الوضع، وإدارة العائدات بسرعة وحسم، بروح الشراكة، لمنع إرث معركة الأمس من تأجيج صراع الغد".
وقال المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية لسوريا، عمران ريزا: "الهول ليس مكانًا للأطفال، إن الخطوات التي اتخذتها حكومة العراق مهمة للغاية في طريق الحلول، وهناك حاجة ماسة لاتخاذ إجراءات من قبل الدول الأعضاء الأخرى مع المواطنين في المخيم".
وحتى الآن، ومع آخر عملية نقل تمت في الأول من يونيو، تمت إعادة أكثر من 2500 عراقي إلى أوطانهم، لكن بما أن آلاف العراقيين (نحو 28 ألف مواطن عراقي في الهول وحدها) ما زالوا موجودين هناك، فإن السلطات العراقية تدرك أنها لا تستطيع التوقف هنا.
وأثنت الأمم المتحدة على العراق لجهوده الشجاعة، وترحب بالعمل الجاد الذي تقوم به اللجنة العراقية العليا المعنية بالعودة إلى الوطن، وتقف على أهبة الاستعداد لمواصلة تقديم المساعدة الإنسانية والحماية المطلوبة بعد العودة.
وقال ريزا: “نحث جميع الحكومات الأخرى، (حيث يستضيف الهول حاليًا 51 جنسية)، على أن تحذو حذو العراق من خلال إعادة مواطنيها أو المقيمين أو الأشخاص المرتبطين بهم، بالطبع، مع التدابير المناسبة للعدالة والمساءلة بما يتماشى مع القانون الدولي، وبرامج إعادة الإدماج المجتمعي لهؤلاء”.
مخيم الهول
مخيم الهول موطن للآلاف (عراقيين وسوريين وأجانب) من زوجات مقاتلي تنظيم داعش وأطفالهم ويعيش فيه نحو 59 ألفاً و500 شخص نصفهم دون سن الثامنة عشرة.
وهناك أعمال عنف منظمة يشهدها المخيم تصل إلى القتل بين الحين والآخر تعزى إلى عناصر تنظيم داعش.. وعلى الرغم من أنّ التنظيم خسر جميع الأراضي التي كان يسيطر عليها سابقاً في العراق وسوريا إلا أنه أثبت مراراً قدرته على تنفيذ هجمات.
ويؤوي مخيم الهول 8 آلاف و256 عائلة عراقية بعدد أفراد يبلغ 30 ألفاً و738 شخصاً.
ويقع مخيم الهول للاجئين على المشارف الجنوبية لمدينة الهول في محافظة الحسكة شمال سوريا بالقرب من الحدود مع العراق، واعتبارًا من إبريل عام 2019 كان عدد اللاجئين في المخيم قد بلغ 74 ألفاً بعد أن نما من 10 آلاف في بداية العام.
وأُنشئ المخيم لإيواء اللاجئين العراقيين في أوائل عام 1991 خلال تحرير حرب الكويت، ثم أُعيد فتحه لاحقًا بعد تدفق المهاجرين العراقيين إلى سوريا عقب غزو العراق عام 2003 كواحد من 3 مخيمات على الحدود السورية العراقية.