نزوح بلا نهاية.. اليمنيون يعيشون معاناة مستمرة بين الحرب والمناخ

نزوح بلا نهاية.. اليمنيون يعيشون معاناة مستمرة بين الحرب والمناخ
نزوح في اليمن - أرشيف

يشهد اليمن منذ سنوات واحدة من أعقد الأزمات الإنسانية في العالم، حيث تتقاطع تداعيات الحرب المستمرة مع آثار التغير المناخي، لتدفع آلاف الأسر إلى مغادرة منازلها قسراً بحثاً عن ملاذ آمن. 

وفي بلد يرزح أكثر من ثلثي سكانه تحت خط الفقر ويعتمد الملايين فيه على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة، تأتي الفيضانات المتكررة والعواصف العنيفة لتزيد الوضع هشاشةً، وتفاقم مأساة النازحين الذين يعيشون بين الخوف من الصراع والانكشاف أمام الكوارث الطبيعية.

وكشفت منظمة الهجرة الدولية في تقرير صدر أمس الثلاثاء، أن أكثر من 12 ألف شخص نزحوا داخل اليمن منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية أغسطس الماضي. 

وأوضحت المنظمة أن "مصفوفة تتبع النزوح" التابعة لها رصدت نزوح أكثر من ألفي أسرة، في وقت يعجز فيه الكثير من العائلات عن العودة إلى مناطقهم الأصلية بسبب استمرار النزاع أو تدمير البنية التحتية جراء السيول.

حركة نزوح ملاحظة

أضاف التقرير أن 64 أسرة، أي نحو 384 شخصاً، نزحوا خلال الأسبوع الماضي وحده، بسبب تقلبات الطقس القاسية والفيضانات. 

وتوزع النازحون الجدد بين عدة محافظات، حيث استقرت 28 أسرة في تعز، و21 أسرة في مأرب، و15 أسرة في الحديدة، أما العاصمة صنعاء فشهدت أيضاً حركة نزوح ملاحظة، ما يعكس حجم التحدي الذي تفرضه الكوارث الطبيعية على السكان.

لا تقتصر أزمة النزوح في اليمن على فقدان المنازل، بل تتجاوزها إلى انهيار شبكات المياه والصرف الصحي، ما يرفع مخاطر تفشي الأمراض. 

ويفقد المزارعون مصادر رزقهم مع تضرر الأراضي الزراعية، في حين يعاني الأطفال من انقطاع التعليم نتيجة اضطرارهم إلى الانتقال بشكل متكرر. 

وتؤكد منظمات الإغاثة أن الأسر النازحة غالباً ما تصل إلى مناطق الاستقرار المؤقتة وهي في أمسّ الحاجة إلى الغذاء والمأوى والرعاية الصحية.

زيادة أعداد النازحين

حذرت المنظمات الإنسانية من أن استمرار النزاعات إلى جانب الكوارث المناخية يهدد بزيادة أعداد النازحين بشكل غير مسبوق، ويفاقم الأزمة الإنسانية. 

وأكدت منظمة الهجرة الدولية أن الحاجة ملحة إلى دعم عاجل لتوفير المأوى الآمن، وتوسيع شبكات المساعدات الغذائية والصحية، خصوصاً مع اقتراب موسم الأمطار الذي قد يضاعف من معاناة الأسر المتضررة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية