بعثة الهجرة الدولية: ضعف التمويل يهدد مشاريع الإغاثة وسبل العيش في السودان

بعثة الهجرة الدولية: ضعف التمويل يهدد مشاريع الإغاثة وسبل العيش في السودان
سودانيات يحصلن على المياه من نقطة توزيع مياه تم تأهيلها حديثا بواسطة المنظمة الدولية للهجرة

"جئت مع ابنتي ذات الأعوام السبعة بعدما فقدت كل ما أملك، ولا أريد إعانة بل أبحث عن عمل أعول به أسرتي".. بهذه الكلمات المؤثرة نقل محمد رفعت، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في السودان، معاناة إحدى النازحات اللاتي التقاهن في الخرطوم عقب إعادة افتتاح مكتب المنظمة هذا الأسبوع.

وفق ما أورده موقع أخبار الأمم المتحدة الخميس، قال رفعت إن الشعب السوداني "مستعد وقادر على بناء حياة كريمة، وكل ما يحتاجه هو فرصة للبداية"، مؤكدا أن عودة المنظمة إلى الخرطوم تمثل بارقة أمل للنازحين، خصوصا أن ثلث النازحين في البلاد هم من العاصمة، لكنه أشار إلى أن معظم العائدين يواجهون واقعًا قاسيًا في مناطق تفتقر إلى أبسط الخدمات.

مشاريع لإعادة الأمل

أطلقت المنظمة الدولية للهجرة عدة مشاريع لإعادة الخدمات الأساسية ودعم المجتمعات المتضررة، ومن أبرزها مشروع بالتعاون مع البنك الإفريقي للتنمية لإعادة تأهيل أحد المستشفيات، وتوفير مياه نظيفة، وفرص عمل، وبرامج تدريب مهني للشباب والأمهات والآباء، وأوضح رفعت أن هذه المبادرات تحظى بترحيب واسع من المجتمعات المحلية والحكومة السودانية.

أزمة تمويل خانقة

غير أن هذه الجهود تصطدم بأزمة نقص التمويل، فبحسب رفعت، لم تتلق المنظمة سوى 10% من أصل 250 مليون دولار طلبتها مطلع العام، وهو ما يضع وكالات الإغاثة أمام "اختيار صعب بين مساعدة شخص يعاني أو آخر على حافة الموت"، خاصة في مناطق مثل دارفور وكردفان.

إلى جانب الحرب، يفاقم تغير المناخ معاناة السودانيين، فقد شهدت البلاد العام الماضي أكثر من 124 حادث فيضان، وأدت الأمطار إلى نزوح 200 ألف شخص عام 2024 وحده، كما سجلت المنظمة نزوح آلاف في القضارف وجنوب دارفور بفعل الفيضانات والانهيارات الأرضية.

صمود رغم المأساة

روى رفعت قصة أسرة سودانية أجبرتها الحرب على النزوح بعد أن فقدت كل ما تملك، فالأب الذي عاد من الغربة ليستثمر مدخراته في منزل ومتجر صغير بالخرطوم، وجد نفسه مع زوجته وأطفاله في مركز إيواء على الحدود، ورغم ذلك، أصر على أن تمشي بناته ثلاثة كيلومترات يوميا لأداء امتحانات الثانوية العامة  ويضيف رفعت "رأيت في أعينهم الصمود والإصرار على الحياة".

دعوة للتكاتف

اختتم المسؤول الأممي بالتأكيد على أن "المهمة صعبة ولكن ليست مستحيلة"، داعيا إلى تمكين منظمات الأمم المتحدة من العمل في كل المناطق دون قيود، وتوفير التمويل الكافي لتمكينها من إنقاذ الأرواح وبناء سبل العيش.

يشهد السودان منذ أبريل 2023 صراعا مسلحا بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع أدى إلى نزوح أكثر من ثمانية ملايين شخص داخل البلاد وخارجها، وفق تقديرات الأمم المتحدة، ويواجه الملايين خطر المجاعة ونقصا حادا في الخدمات الأساسية، بينما يعقد المجتمع الدولي آماله على جهود الوساطة الإنسانية والدولية لتخفيف المعاناة وتمهيد الطريق نحو تسوية سياسية تنهي الحرب.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية