"عوملنا كالحيوانات".. شهادات الناشطين بعد اعتراض إسرائيل أسطول الصمود قبالة غزة
"عوملنا كالحيوانات".. شهادات الناشطين بعد اعتراض إسرائيل أسطول الصمود قبالة غزة
وصل إلى إسطنبول يوم السبت 137 ناشطاً من أسطول الصمود العالمي بعدما اعتقلتهم القوات البحرية الإسرائيلية عقب اعتراض قافلتهم التي كانت بصدد التوجه إلى سواحل غزة حاملة مساعدات وآلاف النشطاء، وقالت أنقرة إن بين المرحّلين 36 مواطناً تركيا ومن جنسيات عدة أخرى، في حين أعلنت إسرائيل أنها تسعى إلى تسريع إجراءات ترحيل جميع المحتجزين.
معاملة كالحيوانات
روى عدد من الناشطين لدى وصولهم أنهم تعرضوا لعمليات اعتقال وصفتها بعض الشهادات بأنها عنيفة ومهينة، وتحدث أحد الناشطين عن إجبار القوات الإسرائيلية المحتجزين على الركوع مع توجيه وجوههم إلى الأرض، وعن منعهم من الماء والدواء في أوقات، وقال آخر إن الحراس فتحوا الأبواب ليلاً وهم يصيحون ويحملون بنادق لإخافتهم، ووصف بعضهم المعاملة بأنها "معاملة كالحيوانات"، وهذه الشهادات تكررت في مقابلات مع صحفيين ونشطاء وصلوا إلى تركيا وفق "فرانس 24".
من بين الذين كانوا على الأسطول أعضاء برلمانات، محامون، ناشطون وسياسيون مدنيون من عشرات البلدان، وأفاد الكثير من النشطاء عن تعرضهم لمعاملة قاسية داخل أماكن الاحتجاز التي وُصفت بأنها تفتقر إلى شروط النظافة والحد الأدنى من الرعاية.
الردود الإسرائيلية والدولية
نفت إسرائيل الاتهامات بارتكاب إساءة منهجية، واعتبرت بعض الجهات أن أسطول الصمود يشكل استفزازاً أمنيّاً، مؤكدة أن المحتجزين تلقوا الرعاية القانونية والإنسانية اللازمة وأنها تعمل على ترحيلهم، في المقابل دانت أنقرة الاعتراض ووصفت العملية بأنها عمل إرهابي، في حين طالبت دول أخرى بتوضيحات وضمانات بشأن معاملة رعاياها المحتجزين وطالبت بضمان وصولهم إلى الرعاية الصحية والحقوق القانونية.
حالة المحتجزين وما بعد الترحيل
أفادت تقارير أن بعض الناشطين قضوا فترات احتجاز في منشآت داخل صحراء النقب قبل بدء عمليات الترحيل، وأن وفوداً دبلوماسية من دول مثل السويد وإيطاليا سعت لزيارة مواطنيها والاطمئنان على وضعهم، وتوجه الناشطون المرحّلون إلى فحوص طبية فور وصولهم إلى إسطنبول، ومن المقرر أن يمثل بعضهم أمام محاكم في بلدانهم أو أمام محاكم محلية لتقديم إفاداتهم.
تظل شهادات الناشطين والاتهامات المتبادلة بين الجهات المعنية مادة إنسانية وقانونية تستوجب تحقيقات مستقلة وشفافة، سواء صحّت روايات الاحتجاز والاعتداء أم نفَتها سلطات، فإن ما ظهر من معاناة وقلق صحي وقانوني يضع على عاتق المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان التحقق السريع من الوقائع وضمان معاملة إنسانية للمحتجزين والالتزام بالقوانين البحرية والإنسانية ذات الصلة.
أسطول الصمود العالمي هو أحدث محاولات مدنية لكسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة، إذ انطلق مكوَّناً من نحو أربعين سفينة ومركباً تقل ناشطين ومساعدات، واعترضت البحرية الإسرائيلية الأسطول واحتجزت أكثر من 400 شخص بحسب تقارير أولية، ما أثار ردود فعل انتخابية ودبلوماسية واحتجاجات شعبية في عدة دول، وتكثفت الدعوات الدولية لمحاسبة أي جهات ثبت تورطها في انتهاكات لحقوق المحتجزين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في غزة.











