إسرائيل ترحّل ناشطي "أسطول الصمود العالمي" إلى أوروبا
إسرائيل ترحّل ناشطي "أسطول الصمود العالمي" إلى أوروبا
أعلنت السلطات الإسرائيلية، اليوم الخميس، عزمها ترحيل جميع الناشطين الذين كانوا على متن سفن "أسطول الصمود العالمي" إلى أوروبا، بعد ساعات من اعتراض قوات البحرية الإسرائيلية عدداً من المراكب التي كانت في طريقها إلى غزة، حاملة مساعدات إنسانية ومئات المتضامنين من أكثر من أربعين دولة.
وأوضحت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان رسمي أنّ قواتها البحرية أوقفت عدة سفن، مؤكدة أن ركابها "بخير وبصحة جيدة" وأن إجراءات ترحيلهم ستبدأ فور وصولهم إلى الموانئ الإسرائيلية.
وفي المقابل، شدد الناشط الفلسطيني والناطق باسم الأسطول سيف أبو كشك على أن نحو 30 قاربا لا تزال تواصل رحلتها رغم "الهجمات المتواصلة" من البحرية الإسرائيلية، مؤكداً أنّ المشاركين "مصممون على كسر الحصار مهما كانت التضحيات".
غريتا تونبرغ بين المحتجزين
ظهرت الناشطة السويدية الشهيرة غريتا تونبرغ في مقطع فيديو بثته السلطات الإسرائيلية وهي تجمع أغراضها الشخصية وسط حراسة مشددة من جنود مسلحين.
واعتبرت منظمات حقوقية أنّ توقيف ناشطين سلميين من بينهم شخصيات بارزة يشكل انتهاكاً للقوانين الدولية ويعكس ما وصفته بـ"سياسة القرصنة الإسرائيلية في عرض البحر".
نددت حركة حماس بالاعتراض واعتبرته "جريمة قرصنة وإرهاباً منظماً ضد مدنيين عزّل"، بينما اتهمت وزارة الخارجية التركية إسرائيل بارتكاب "عمل إرهابي" وأعلنت النيابة العامة في إسطنبول فتح تحقيق بشأن توقيف مواطنين أتراك كانوا ضمن القافلة.
أما البرازيل، فأدانت عبر بيان رسمي ما وصفته "العمل العسكري الإسرائيلي غير المشروع"، محملة تل أبيب "المسؤولية الكاملة عن سلامة الموقوفين"، وبينهم نائب في البرلمان البرازيلي.
مواقف أوروبية متباينة
دعا وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو إسرائيل إلى "ضمان سلامة المشاركين وتأمين عودتهم إلى فرنسا في أقرب وقت"، فيما شهدت مدن إيطالية كبرى تظاهرات احتجاجية، رافقها إعلان النقابات العمالية عن إضراب عام الجمعة دعماً للأسطول.
أما في مدريد فقد استدعت الحكومة الإسبانية القائمة بأعمال السفارة الإسرائيلية، وأكد وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس أنّ 65 إسبانياً كانوا ضمن الناشطين.
يضم "أسطول الصمود العالمي" الذي انطلق مطلع سبتمبر من إسبانيا نحو 45 سفينة، على متنها مئات الناشطين من مختلف الجنسيات، بينهم حفيد الزعيم نيلسون مانديلا، والنائبة الأوروبية ريما حسن، ورئيسة بلدية برشلونة السابقة آدا كولاو.
ويحمل الأسطول شحنات من حليب الأطفال والمواد الغذائية والمساعدات الطبية، مؤكداً أنه في "مهمة سلمية لكسر الحصار عن غزة وإنقاذ سكانها من المجاعة والإبادة".
مخاطر في عرض البحر
تعرضت بعض سفن الأسطول في أواخر سبتمبر لهجمات بطائرات مسيّرة وقنابل حارقة، ما دفع الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إلى إدانة هذه الاعتداءات.
ورغم أن إسبانيا وإيطاليا أرسلتا سفناً عسكرية لمواكبة القافلة، فإن هذه القطع البحرية توقفت على بعد 150 ميلاً بحرياً عن غزة التزاماً بالخطوط التي حددتها إسرائيل كمناطق محظورة.
ويعيد هذا المشهد إلى الأذهان ما جرى في يونيو ويوليو الماضيين حين اعترضت البحرية الإسرائيلية سفينتين إنسانيتين كانتا تقلان ناشطين، من بينهم غريتا تونبرغ وريما حسن.