مسؤول أممي: التعافي في غزة يبدأ بإزالة خطر الذخائر غير المنفجرة

مسؤول أممي: التعافي في غزة يبدأ بإزالة خطر الذخائر غير المنفجرة
إحدى الذخائر غير المنفجرة في قطاع غزة

حذر رئيس بعثة دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في الأرض الفلسطينية المحتلة، لوك إيرفينغ، من الانتشار الواسع للذخائر غير المنفجرة في قطاع غزة نتيجة الحرب التي شهدها القطاع، مؤكداً أن هذه المخاطر تزداد مع عودة السكان إلى المناطق المدمرة بعد وقف إطلاق النار.

وقال إيرفينغ في مقابلة مع أخبار الأمم المتحدة، نشرت الجمعة، إن حجم الدمار الهائل في قطاع غزة واستخدام الأسلحة المتفجرة من مختلف الأطراف خلال العامين الماضيين خلق واقعاً شديد الخطورة، مشيراً إلى أن معالجة هذا الوضع ستستغرق وقتاً طويلاً وجهوداً معقدة.

خطر دائم يهدد العائدين

وأوضح المسؤول الأممي أن خطر الذخائر غير المنفجرة يتضاعف بعد توقف القتال، لأن المدنيين يعودون إلى مناطق مليئة بالمخاطر غير المرئية، داعياً إلى رفع مستوى الوعي بين السكان حول كيفية التعامل مع هذه التهديدات.

وأشاد بالجهود الكبيرة التي تبذلها منظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية الفلسطينية في التوعية بمخاطر الذخائر، مؤكداً ضرورة دعمها مادياً وتقنياً لتتمكن من مواصلة عملها الحيوي في حماية الأرواح.

وأشار إيرفينغ إلى أن إزالة الذخائر المتفجرة في غزة ستستغرق وقتاً طويلاً، لكنها تمثل الخطوة الأولى نحو إعادة الحياة تدريجياً إلى طبيعتها. وقال إن فريق دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام سيبذل أقصى جهوده لتحقيق ذلك، مضيفاً: "علينا اتخاذ خطوات صغيرة، وكل يوم سيكون أحسن".

وأضاف أن الأولوية الآن تتمثل في فتح الطرق الرئيسية ورفع الأنقاض بطريقة آمنة، لأن تلك المناطق قد تحتوي على ذخائر غير منفجرة، كما دعا إلى إعادة تأهيل المرافق الحيوية مثل محطات المياه والصرف الصحي والمراكز الصحية والمدارس، باعتبارها ركائز أساسية لعودة الحياة المدنية.

توسيع نطاق العمل

وكشف إيرفينغ عن خطط لتوسيع نطاق عمل الدائرة في قطاع غزة عبر جلب ستة مشغلين إضافيين، ومنح عقود للمنظمات المحلية والدولية المتخصصة في التخلص من الذخائر المتفجرة. وأكد وجود دعم من مانحين دوليين يسعون لتعزيز هذا الجهد الإنساني، إلى جانب انضمام مانحين جدد أبدوا استعدادهم للمساهمة في تمويل العمليات.

كما أشار إلى وجود تنسيق مشترك بين الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية عبر "منصة تنسيق مكافحة الألغام"، التي تهدف إلى ضمان العمل الجماعي وتبادل الخبرات للتعامل مع التحديات المستقبلية.

وشدد رئيس البعثة على الدور الحيوي للمجتمعات المحلية الفلسطينية في نشر الوعي بالمخاطر، قائلاً إن هذه المجتمعات تعرف بيئتها أكثر من أي جهة أخرى، وقادرة على التواصل المباشر مع السكان الأكثر عرضة للخطر.

ودعا السكان إلى مشاركة المعلومات التي يحصلون عليها حول الوقاية من الذخائر المتفجرة، مؤكداً أن هذه المعرفة يجب أن تنتشر على نطاق واسع لإنقاذ الأرواح وتقليل الحوادث.

رسالة أمل رغم الدمار

ورغم حجم الدمار الذي خلفته الحرب، دعا إيرفينغ سكان غزة إلى عدم فقدان الأمل، مؤكداً أن العمل المتدرج والدؤوب سيعيد الحياة إلى طبيعتها مع مرور الوقت. وأضاف: "رأيت بأم عيني حجم المعاناة، لكنني أؤمن أن كل خطوة صغيرة نحو الأمام تصنع فرقاً كبيراً، سنواصل عملنا يوماً بعد يوم من أجل مستقبل أكثر أماناً لأبناء غزة".

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن آلاف الذخائر غير المنفجرة ما زالت متناثرة في قطاع غزة بعد جولات القتال الأخيرة، ما يجعلها من أخطر المناطق في العالم من حيث الكثافة المحتملة لهذه المخلفات الحربية.

وتعمل دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في غزة منذ عام 2009 بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات المحلية والدولية، لتحديد مواقع الذخائر وتطهيرها وتقديم برامج توعية للسكان.

وتؤكد الأمم المتحدة أن معالجة هذا الخطر تتطلب سنوات من العمل المتواصل، وتمويلاً مستداماً، وجهوداً منسقة بين المجتمع الدولي والسلطات المحلية لضمان بيئة آمنة تمهّد لإعادة الإعمار وعودة الحياة الطبيعية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية