أطفال في مرمى الخطر.. الأمم المتحدة تحذر: الذخائر غير المنفجرة تهدد عودة الحياة بغزة
أطفال في مرمى الخطر.. الأمم المتحدة تحذر: الذخائر غير المنفجرة تهدد عودة الحياة بغزة
حذرت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام من أن الذخائر غير المنفجرة المنتشرة في قطاع غزة تشكل خطراً "مرتفعاً للغاية" على حياة السكان والعاملين في المجال الإنساني، خصوصاً مع بدء تنقل المدنيين في مختلف مناطق القطاع عقب وقف إطلاق النار الأخير.
وفي مؤتمر صحفي من القدس، يوم الثلاثاء، أوضح لوك إيرفينغ، رئيس بعثة الدائرة في الأرض الفلسطينية المحتلة، أن حجم التلوث الناتج عن هذه الذخائر يُتوقع أن يكون واسع النطاق، مؤكداً أن معرفة المدى الحقيقي للخطر لن تتضح إلا بعد إجراء مسح شامل للمناطق المتضررة وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
أطفال في قلب المأساة
لفت إيرفينغ إلى أن إصابة خمسة أطفال، الأسبوع الماضي، بانفجار ذخائر غير منفجرة ليست سوى مثال واحد من مئات القصص المأساوية التي تتكرر منذ شهور. وقال إن معظم الضحايا هم من الأطفال الذين فقدوا حياتهم أو تعرضوا لإصابات غيرت مسار حياتهم بسبب بقايا الحرب.
وأضاف أن الدائرة تشعر بقلق بالغ من تصاعد المخاطر في الأسابيع والأشهر المقبلة، مع عودة الأهالي لتفقد منازلهم المدمرة ومحاولة إنقاذ ما تبقى من ممتلكاتهم، في حين يلهو الأطفال في مناطق لا تزال ملوثة بمخلفات القتال، ويتوجه العاملون الإنسانيون إلى مناطق كانت مغلقة أمامهم سابقاً بسبب العمليات العسكرية.
التوعية سلاح الوقاية
شدد رئيس بعثة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام على أن العمل في مجال إزالة المتفجرات ضروري لتمهيد الطريق أمام وصول المساعدات الإنسانية وبدء جهود التعافي وإعادة الإعمار، وأكد أن الدائرة كانت تستعد مسبقا لهذه المرحلة الحساسة، إذ تمكنت من إيصال رسائل توعية حول مخاطر الذخائر إلى نحو 460 ألف شخص، إلى جانب إنتاج أكثر من 400 ألف مادة توعوية، منها أكثر من 300 ألف جاهزة للتوزيع عبر الشركاء المحليين.
وقال إيرفينغ إن إيصال هذه الرسائل إلى جميع سكان غزة يمثل أولوية قصوى لتقليل عدد الإصابات المحتملة في المرحلة المقبلة.
توسيع الجهود الإنسانية
وأشار المسؤول الأممي إلى أن الدائرة تعمل مع شركائها لتوسيع نطاق الاستجابة الإنسانية، مع التركيز على تأمين الطرق والمرافق الحيوية مثل شبكات المياه والصرف الصحي والمراكز الصحية والمخابز والملاجئ والمناطق الزراعية.
وكشف أن الدائرة تلقت نحو مئة طلب من المنظمات الإنسانية للحصول على دعم في مجال إزالة الألغام منذ سريان وقف إطلاق النار، بمعدل يقارب عشرة طلبات جديدة كل يوم، موضحاً أن الجهود الحالية تشمل استقدام مزيد من الكوادر الفنية إلى غزة لدعم عمليات المسح والإزالة.
طريق طويل للتعافي
ورغم هذه الجهود، أكد إيرفينغ أن خطر الذخائر المتفجرة لن يزول قريباً، إذ تحتاج عمليات الإزالة إلى وقت طويل وتقنيات متخصصة وموافقات لإدخال المعدات اللازمة، ووصف العمل في هذا المجال بأنه "طويل ومضن وخطر"، داعياً إلى التركيز حالياً على رفع الوعي بمخاطر هذه الذخائر وكيفية التعامل معها، لحماية أرواح المدنيين ومنع وقوع المزيد من المآسي.
تُعد الذخائر غير المنفجرة أحد أخطر التحديات التي تواجه المناطق الخارجة من النزاعات المسلحة، إذ تبقى كامنة في الأرض لسنوات وتشكل تهديداً دائماً للسكان، خاصة الأطفال، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن قطاع غزة، الذي شهد جولات متكررة من التصعيد العسكري، يواجه حالياً أحد أعلى معدلات التلوث بالذخائر في العالم. وتعتبر عملية إزالة هذه المتفجرات خطوة أساسية لإعادة الإعمار وضمان عودة آمنة للمدنيين إلى منازلهم.










