نساء غزة بين الأنقاض.. أمومة تحت النار وجوع يهدد حياة الآلاف

نساء غزة بين الأنقاض.. أمومة تحت النار وجوع يهدد حياة الآلاف
أسرة فلسطينية في غزة- أرشيف

أنهكت الحرب المستمرة منذ عامين في قطاع غزة حياة النساء في كل تفاصيلها اليومية، إذ تحولت الأمومة إلى معركة من أجل البقاء وسط دمار شامل، ونقص حاد في الغذاء والمياه والرعاية الصحية. 

وتلاشت معالم الحياة الطبيعية، وغابت المرافق الطبية، وباتت النساء الحوامل يواجهن مخاطر غير مسبوقة، مع انهيار شبه كامل في المنظومة الصحية داخل القطاع المحاصر.

أعرب نائب المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان المعني بالصحة الجنسية والإنجابية، في بيان، أمس الأربعاء، عن صدمته العميقة بعد زيارته لغزة، قائلاً إن ما شاهده هناك "يشبه موقع تصوير لفيلم ديستوبي مظلم"، مؤكداً أن الواقع "أقسى من أي خيال". 

وأضاف أن النساء في غزة فقدن كل شيء، حتى أبسط مقومات الكرامة الإنسانية مثل مستلزمات النظافة الشخصية أثناء الحيض، في وقتٍ يعاني فيه واحد من كل أربعة أشخاص من الجوع الشديد، بينهم أكثر من 11,500 امرأة حامل.

وشدد المسؤول الأممي على أن الجوع في غزة "قاتل للأمهات وأطفالهن"، في ظل غياب الغذاء والمياه النظيفة، مشيراً إلى أن انهيار الخدمات الطبية جعل من كل ولادة مخاطرة حقيقية تهدد الحياة.

ولادات محفوفة بالموت

كشف نائب المدير التنفيذي أن نحو 70% من المواليد الجدد في غزة هم إما خدج أو منخفضو الوزن عند الولادة، وأن حالة حمل من كل ثلاث تُصنف بأنها عالية الخطورة. 

وأوضح أن 94% من المستشفيات في القطاع تضررت أو دُمرت جزئياً، ما أدى إلى ارتفاع حاد في وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة نتيجة نقص الأدوية الحيوية والمعدات الطبية.

وصف المسؤول مشهداً صادماً داخل المستشفيات القليلة العاملة، حيث يُجبر الأطباء على وضع أكثر من طفل في حاضنة واحدة بسبب نقص الوقود والكهرباء. 

وأضاف أن بعض النساء يلدن الآن "بين الأنقاض أو على جوانب الطرق دون حتى مساحة خاصة داخل خيمة"، في ظروف تفتقر لأدنى مقومات الأمان أو الرعاية الطبية.

معاناة انقطاع المساعدات

ورغم إدخال بعض المساعدات الإنسانية مؤخراً إلى غزة، أكد المسؤول الأممي أن الكميات "غير كافية إطلاقاً"، موضحاً أن شحنات طبية عاجلة تحتوي على حاضنات وأجهزة مراقبة القلب ومستلزمات النظافة لا تزال عالقة عند المعابر. 

وطالب بضرورة فتح جميع المعابر بشكل كامل ودائم لتأمين وصول إنساني آمن ومستدام إلى القطاع.

وسلّط الضوء على معاناة نحو 700 ألف امرأة وفتاة في غزة، قائلاً إن الدورة الشهرية تحولت إلى "كابوس شهري" في ظل غياب الفوط الصحية والمياه النظيفة والخصوصية، ما أدى إلى انتشار الأمراض الجلدية والالتهابات بين النساء والفتيات.

الضفة الغربية ليست بمنأى

في سياق متصل، تطرق نائب المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان إلى الأوضاع الصعبة في الضفة الغربية، حيث أصبحت الحياة اليومية "محاطة بالحواجز ونقاط التفتيش العسكرية". 

وأشار إلى أن نساءً حوامل يُحتجزن لساعات طويلة على الحواجز ويُمنعن من الوصول إلى المستشفيات، ما يشكل خطراً حقيقياً على حياتهن وحياة أطفالهن.

ودعا المجتمع الدولي إلى عدم غضّ الطرف عن معاناة الفلسطينيين، مؤكداً أن "السلام الحقيقي لا يتحقق إلا بضمان الأمان والدعم والكرامة لكل امرأة وفتاة، سواء في غزة أو في الضفة الغربية".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية