إسبانيا تستقبل 19 طفلاً جرحى ومرضى من غزة برفقة أسرهم
إسبانيا تستقبل 19 طفلاً جرحى ومرضى من غزة برفقة أسرهم
وصلت طائرتان عسكريتان تابعتان للقوات الجوية الإسبانية إلى قاعدة تورّيخون دي أردوز قرب مدريد، تقلّان 19 طفلاً فلسطينياً مريضاً ومصاباً تم إجلاؤهم من قطاع غزة، إلى جانب 73 من أفراد أسرهم وطاقم الرعاية الصحية المرافق لهم، ضمن عملية إنسانية جديدة نظّمتها وزارة الصحة الإسبانية بالتعاون مع وزارتي الدفاع والخارجية.
وأكدت مصادر حكومية أن هذه العملية تأتي في إطار برنامج الإجلاء الطبي (MEDEVAC) الذي أطلقته مدريد منذ عام ونصف لنقل الحالات الإنسانية الحرجة من مناطق النزاع إلى المستشفيات الإسبانية، بحسب ما ذكرت موقع “مهاجر نيوز”، اليوم الخميس.
وذكرت أن الطائرتين، من طراز A310 وA400، كانتا تحملان فريقاً متخصصاً من وحدة الإخلاء الجوي الطبي التابعة للقوات الجوية الإسبانية، تولّى الإشراف على نقل الأطفال وتقديم الرعاية لهم طوال الرحلة.
أطفال بين الحياة والموت
أوضحت وزارة الصحة الإسبانية أن الأطفال الذين تم إجلاؤهم يعانون من إصابات بالغة بسبب الغارات الإسرائيلية على غزة، إضافة إلى أمراض خطيرة مثل السرطان، والعيوب الخلقية في القلب، والاضطرابات العصبية والكلوية، ومشاكل العين والجهاز الهضمي.
وقالت الوزيرة مونيكا غارسيا التي شاركت في تنسيق العملية ميدانياً، إن "هؤلاء الأطفال يمثلون رمزاً لمعاناة المدنيين في غزة، وإنقاذهم هو واجب إنساني قبل أن يكون عملاً سياسياً".
وأكدت أن الحكومة الإسبانية ملتزمة بتقديم "رعاية صحية شاملة وأمل جديد لهؤلاء الصغار الذين عاشوا الرعب وفقدوا الأمان".
تعاون إنساني لإنجاح العملية
تم تنسيق عملية الانتقال من غزة إلى الأردن بوساطة الجمعية الطبية الخيرية “أطباء بلا حدود” التي أعلنت أنها استأنفت عملها في شمال غزة بعد فترة توقف قسري.
وقالت المنظمة في بيانها: "أعدنا فتح عيادتنا لعلاج الجروح، واستأنفنا توفير المياه النظيفة لتلبية الاحتياجات الطبية والإنسانية الهائلة للعائدين إلى شمال القطاع".
وأشارت المنظمة إلى أن رحلات الإجلاء هذه تُعدّ طوق نجاة للمرضى الذين انهارت منظومتهم الصحية داخل غزة؛ بسبب الدمار الذي طال المستشفيات ونقص المعدات والأدوية والكوادر الطبية.
توزيع الحالات على المستشفيات
عقب وصول الطائرتين إلى مدريد، نُقل الأطفال إلى مستشفيات في قشتالة لا مانشا، وأستورياس، وكتالونيا، وإقليم الباسك، ونافارا، وأراغون، بحسب احتياجاتهم الطبية.
وتولّت سيارات إسعاف مجهزة عملية النقل السريع بإشراف فرق طبية متخصصة في علاج الأطفال والسرطان والإصابات الجراحية الدقيقة.
وبيّنت وزارة الصحة أن هذه العملية هي الخامسة من نوعها خلال 18 شهراً، مشيرة إلى أن برنامج الإجلاء الطبي يُدار من قبل مركز تنسيق الاستجابة للطوارئ التابع لوزارة الداخلية الإسبانية، وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.
رعاية شاملة للأسر
وبجانب الرعاية الطبية للأطفال، أعلنت وزارة الإدماج والضمان الاجتماعي والهجرة أنها ستتكفل بتوفير السكن والمساعدة القانونية والدعم النفسي لأفراد أسرهم، بالتعاون مع المنظمة غير الحكومية Accem التي تعنى بمساعدة اللاجئين والمهاجرين، كما ستوفر الوزارة خدمات الترجمة والتوجيه الاجتماعي لضمان اندماج مؤقت وإنساني لهؤلاء الأسر خلال فترة العلاج.
وتعكس هذه العملية استمرار الالتزام الإنساني الإسباني تجاه الشعب الفلسطيني في ظل الكارثة التي يعيشها القطاع، حيث انهار النظام الصحي تحت وطأة الحرب والحصار.
ويُعدّ الموقف الإسباني من بين الأبرز داخل الاتحاد الأوروبي من حيث المبادرات الإنسانية الميدانية، بعد دعوات متكررة من مدريد لوقف إطلاق النار وفتح ممرات آمنة لإغاثة المدنيين.










