روسيا تحذّر من تهديد حرية الصحافة وتسييس التوجه الثقافي لليونسكو
روسيا تحذّر من تهديد حرية الصحافة وتسييس التوجه الثقافي لليونسكو
أعربت روسيا عن قلقها العميق من تصاعد الاضطرابات والمواجهات في الشؤون الدولية، محذّرة من تأثيرها السلبي على التعاون الإنساني والثقافي في إطار عمل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).
وقال نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر بانكين، خلال كلمته في أعمال المؤتمر العام لليونسكو المنعقد في مدينة سمرقند الأوزبكية، إن "تنامي الانقسامات الجيوسياسية والنهج الانتقائي في التعامل مع القضايا الثقافية والتعليمية، يُقوّضان قدرة المنظمة على أداء مهامها الأساسية في مكافحة التمييز وتعزيز الحوار بين الحضارات"، بحسب ما ذكرت وكالة “تاس”، اليوم الثلاثاء.
وأوضح بانكين أن بلاده تلاحظ "تصاعد الانتهاكات في المجالات الإعلامية والثقافية"، مشيراً إلى ما وصفه بـ"التمييز المنهجي ضد السكان الناطقين بالروسية" في دول البلطيق وأوكرانيا.
تضييق على وسائل الإعلام
أضاف بانكين: "نشهد تضييقاً مستمراً على وسائل الإعلام الروسية واعتداءات على الصحفيين، إلى جانب هجمات تستهدف مواقع ثقافية وتعليمية، وهو ما يتطلب من المجتمع الدولي إيلاء اهتمام خاص لقضية أمن الصحفيين وحماية العاملين في المجال الثقافي".
كما دعا بانكين إلى "تحقيقات دولية في حالات اغتيال الصحفيين والاعتداءات على المؤسسات الإعلامية، التي غالباً ما تمر من دون محاسبة".
وانتقد المسؤول الروسي غياب ردود الفعل الدولية إزاء ما اعتبره "انتهاكات السلطات الأوكرانية بحق مواقع التراث العالمي"، مشيراً تحديداً إلى المركز التاريخي لمدينة أوديسا، المسجل على قائمة التراث العالمي لليونسكو.
وقال بانكين إن "السلطات في كييف تُواصل اتخاذ خطوات تهدد هوية المدينة الثقافية، عبر هدم النصب التذكاري للشاعر ألكسندر بوشكين وإزالة معالم تاريخية أخرى تمثل جزءاً من الإرث الإنساني المشترك".
وأكد أن "هذه التصرفات لا تضر فقط بالتراث الروسي، بل تمس المبادئ الأساسية التي تأسست عليها اليونسكو لحماية الثقافة بصرف النظر عن الانتماءات السياسية أو القومية".
تحذير من تسييس المنظمة
شدد بانكين على ضرورة "التنبه إلى محاولات مجموعة ضيقة من الدول تحويل اليونسكو إلى أداة سياسية تخدم أجنداتها الخاصة"، في إشارة ضمنية إلى الدول الغربية.
وأوضح أن هذا النهج يؤدي إلى تشويه طبيعة المنظمة كمنتدى إنساني عالمي، ويُبعدها عن أهدافها المتمثلة في دعم التعليم والعلوم والثقافة كجسور للتفاهم بين الشعوب.
وقال: "بدلاً من توحيد الجهود لمواجهة التحديات المشتركة، نرى بعض الدول تُصر على استخدام المنظمات الدولية كساحة لتصفية الحسابات السياسية".
أزمة تهدد مستقبل المشاريع
حذّر بانكين من أن استمرار الأوضاع الراهنة قد يعرّض مشاريع اليونسكو الحيوية للخطر، خاصة في ظل الأزمة المالية المتصاعدة التي تواجهها المنظمة بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية دون تسوية ديونها الكبيرة.
وأشار إلى أن هذه الأزمة "تعوق تنفيذ البرامج الرئيسية، وتُهدد بوقف عدد من المبادرات التعليمية والثقافية حول العالم".
وأضاف: "لا نستبعد الحاجة إلى اتخاذ إجراءات طارئة لتأمين تمويل إضافي، فالدعم الدولي لبرامج اليونسكو بات أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى".
ساحة للحوار الإنساني
واختتم نائب الوزير الروسي كلمته بالتأكيد على أن بلاده "تدعم بقاء اليونسكو ساحة للحوار الإنساني لا ساحة للصراع السياسي"، داعياً إلى "العودة إلى مبادئ التعاون الثقافي المتكافئ".
وقال: "اليونسكو يجب أن تبقى رمزاً لوحدة الإنسانية في مجالات الفكر والعلم والثقافة، لا أداة لتقسيمها على أسس سياسية أو أيديولوجية".










