أداة جديدة للقمع.. اليونسكو تحذّر من استخدام الذكاء الاصطناعي ضد الصحفيات

أداة جديدة للقمع.. اليونسكو تحذّر من استخدام الذكاء الاصطناعي ضد الصحفيات
صحفيات - أرشيف

حذّرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، من تصاعد العنف الموجّه ضد الصحفيات حول العالم، مؤكدة أن الذكاء الاصطناعي التوليدي أصبح أداة جديدة في أيدي من يسعون إلى إسكات النساء العاملات في الإعلام، عبر استخدام التزييف العميق، وكشف المعلومات الشخصية، والتحرش الرقمي.

وأوضحت المنظمة، في بيان الأحد، بمناسبة اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم ضد الصحفيين، أن هذا العنف الرقمي المتزايد لا يتوقف عند حدود الإنترنت، بل يمتد إلى العالم الواقعي في شكل اعتداءات جسدية وتهديدات بالقتل.

وأكدت المنظمة، في بيانها، أن الهدف من وراء تلك الحملات هو إذلال الصحفيات وتشويه سمعتهن وتقويض مصداقيتهن العامة.

نتائج مقلقة للأبحاث الميدانية

كشفت اليونسكو أن 75 بالمئة من الصحفيات اللاتي شملهن استطلاعها تعرّضن لشكل من أشكال العنف الرقمي، بينما تلقت واحدة من كل أربع صحفيات تهديدات بالإيذاء الجسدي أو القتل، في مؤشر خطير على تصاعد ثقافة الترهيب الممنهجة ضد النساء في المجال الإعلامي.

وأشارت المنظمة إلى أن مقاطع الفيديو المزيفة التي تُنتَج عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي أصبحت سلاحًا خطيرًا يُستخدم لتقويض سمعة الصحفيات والتشكيك في نزاهتهن.

وأوضجت أن هذا النوع من المحتوى لا يضر فقط بالصورة العامة للصحفية، بل يستهدف مصداقيتها وصوتها وقدرتها على أداء دورها بحرية وأمان.

أرقام من زيمبابوي وأوكرانيا

عرضت اليونسكو في تقريرها بيانات ميدانية مثيرة للقلق، منها أن 63 بالمئة من الصحفيات في زيمبابوي أفدن بتعرضهن للعنف عبر الإنترنت، بما في ذلك خطاب الكراهية والإساءات القائمة على الصور.

وفي أوكرانيا، أظهرت الأبحاث أن 81 بالمئة من الصحفيات واجهن تهديدات رقمية تتراوح بين التشهير والتحرش الجنسي والمضايقات التي تمتد إلى أفراد الأسرة.

وأكد عدد كبير منهن أن تلك الاعتداءات تحوّلت لاحقًا إلى مضايقات حقيقية خارج الإنترنت، ما يعكس الخطورة المتنامية لانتقال العنف الافتراضي إلى أرض الواقع.

تجاوز الخطوط الحمراء

بيّنت المنظمة أن أحد أكثر أشكال الإساءة شيوعًا هو الكشف عن المعلومات الشخصية عبر نشر بيانات الصحفيات أو عناوين إقامتهن في العلن، ما يجعل حياتهن وعائلاتهن في خطر دائم. 

وأوضحت أن 14 بالمئة من الصحفيات حول العالم تعرّضن بالفعل لعنف جسدي نتيجة تهديدات انطلقت من الفضاء الرقمي.

وأكدت اليونسكو أن هذه الظاهرة "تتجاوز مجرد التنمر الإلكتروني"، إذ تمثل محاولة منهجية لإسكات نصف الأصوات الإعلامية في العالم.

وحذرت من أن الذكاء الاصطناعي التوليدي زاد من فاعلية أدوات القمع عبر الإنترنت، من خلال التلاعب بالصور والصوت والفيديو لإنشاء روايات كاذبة يصعب دحضها.

دعوة إلى تحرك عاجل

دعت اليونسكو الحكومات والمؤسسات الإعلامية وشركات التكنولوجيا إلى اتخاذ إجراءات حازمة لحماية الصحفيات من أشكال العنف المدفوع بالتقنيات الحديثة.

وشددت على ضرورة ضمان فضاءات إعلامية آمنة ومنصفة للنساء، وتعزيز التعاون الدولي لمواجهة خطاب الكراهية والتحرش الرقمي.

واختتمت المنظمة بيانها بالتأكيد على أن حرية الصحافة لا يمكن أن تتحقق في ظل الخوف والترهيب، وأن حماية الصحفيات من العنف، سواء على الإنترنت أو خارجه، تمثل ركيزة أساسية للحفاظ على الحق في التعبير والتعددية الإعلامية والمساءلة العامة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية