"صوت إلى كوب 30".. رحلة نسوية عبر الأطلسي دفاعاً عن العدالة المناخية

"صوت إلى كوب 30".. رحلة نسوية عبر الأطلسي دفاعاً عن العدالة المناخية
مقر مؤتمر كوب 30 في البرازيل

تُجسّد رحلة سفينة «روح الفريق» التي رست في ميناء بيليم البرازيلي خلال شهر نوفمبر الجاري، تجسيدًا حيًا لواحدة من أكثر المبادرات الرمزية قوة في مؤتمر المناخ COP30. 

وأعلنت ست ناشطات شابات، رفقة أربعة ربان محترفين، وصولهن بعد رحلة شاقة دامت 34 يومًا عبر الأطلسي، مليئة بالعواصف والقلق واللحظات الإنسانية العميقة، بهدف لفت الانتباه إلى العدالة المناخية والعدالة الجندرية في العمل البيئي العالمي.

وتُبرز الرحلة التي انطلقت من سان نازير الفرنسية، الجانب السياسي العميق لنشاط مجموعة “موجة النساء”، إذ ترى المشاركات أن النساء هنّ “اللواتي يقفن دائمًا في الخطوط الأمامية للأزمات المناخية، لكنهن الأقل حضورًا في مواقع صنع القرار”.

مواجهة تيارات الخطر 

تروي الناشطة البلجيكية مايتي ميوس الناجية من العنف الجنسي ومؤسسة منظمتين تدعمان حقوق النساء، أن عبور الأطلسي “تجربة سياسية بقدر ما هي مغامرة”، موضحة لصحيفة بروكسل تايمز أن الحياة على متن قارب تعني “إيقاعًا إنسانيًا مختلفًا تمامًا”، نوبات نوم قصيرة، مساحة ضيقة، ضحك وبكاء، ومواجهة دائمة للمخاوف.

وواجهت المشاركات صعوبات عدة قبل الإبحار، بدءًا من الأعطال الفنية التي كادت تؤجل المشروع، وصولًا إلى البحث القسري عن سفينة بديلة قبل أيام من الانطلاق. 

وتعترف مايتي: “كنا نعتقد أنّ الرحلة انتهت قبل أن تبدأ”، قبل أن يعثر الفريق على القارب الأسطوري «L’Esprit d’Équipe» الفائز سابقًا بسباقات عالمية، والذي اعتبرته الناشطات “سفينة تحمل روحًا تشبه روح حركتهن”.

وتكشف الناشطات أن البحرية البرازيلية اضطرت لمرافقة القارب عند اقترابه من بيليم خشية هجمات قراصنة، ما أضاف بُعدًا جديدًا للمخاطر المرتبطة بالرحلة.

النضال النسوي والمناخ

يجمع مشروع “موجة النساء” بين ناشطات من فرنسا وبلجيكا، يعمل كل منهن في مجال مرتبط بالنضال الحقوقي: العدالة المناخية، النسوية، حقوق الإنسان، النشاط الإعلامي، وتمكين المجتمعات المتضررة. 

وتوضح مايتي أن “أزمة المناخ ليست بيئية فقط، بل هي أزمة جنسانية أيضًا”، مؤكدة أن الفتيات يُسحبن من المدارس في أوقات الجفاف، والنساء يتعرضن للجوع والعنف مع موجات الفيضانات والحرائق، في تذكير مباشر بأن التغير المناخي يضاعف هشاشة الفئات الضعيفة.

وتتلقى المجموعة دعمًا من منظمة العفو الدولية وشبكات بيئية وحقوقية، وتُعد رحلتهن جزءًا من قوس أوسع يسعى لإيصال أصوات النساء والشعوب الأصلية في الأمازون الذين يعيشون آثار تغيّر المناخ بشكل يومي؛ من تآكل الأراضي إلى فقدان التنوع البيولوجي وتهديد مستقبل الأجيال.

وتسعى المشاركات لربط تجربتهن الميدانية -عبر الأطلسي ومن قلب الأمازون- بنقاشات سياسات التكيّف المناخي، وتمويل الخسائر والأضرار، ومسارات الهجرة المرتبطة بالمناخ، وهي ملفات ستتأثر مباشرة بقرارات COP30.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية