من الاحتلال السوفييتي لحكم طالبان.. نساء أفغانستان يواصلن النضال دفاعاً عن حقوقهن
من الاحتلال السوفييتي لحكم طالبان.. نساء أفغانستان يواصلن النضال دفاعاً عن حقوقهن
عانت النساء في أفغانستان لعقود من الانتهاكات والقمع المستمر، بدءًا من الاحتلال السوفيتي وصولًا إلى الحروب الأهلية وحكم طالبان الذي قيّد حرياتهن بشكل صارم، ومع ذلك، واصلت كثيرات من النساء النضال من أجل التعليم والحقوق الأساسية، متحديات ظروفًا غير إنسانية، ليصبحن صوتًا لمن لا صوت لهن، ونموذجًا لصمود المرأة في مواجهة التحديات.
تروي سارا شريفي، اسم مستعار، قصتها التي بدأت منذ طفولتها في زمن الوجود السوفييتي في أفغانستان.. تصف الفظائع التي ارتكبها الحزبان المواليان للاتحاد السوفييتي، ومنها التعذيب الوحشي، الاعتقالات التعسفية، وعمليات القتل خارج القانون، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء المرأة، اليوم الأربعاء.
وتقول: "كانت حياتنا مزيجًا من الخوف والصمود.. كنا نعيش في مناطق متأثرة بالصراعات المسلحة، نختبئ في الأقبية، ونتنقل بين منازل الأقارب طلبًا للأمان.. كل يوم كان البقاء فيه على قيد الحياة إنجازًا بحد ذاته".
الهجرة والتعليم خيار للبقاء
اضطرت سارا وعائلتها للهجرة إلى باكستان لمواصلة التعليم، بعيدًا عن الدفء الأسري، لتصبح الهجرة مرادفًا للغربة والحرمان. ومع ذلك، لم تتوقف عن حلمها بالتعلم والنضال من أجل حقوق النساء.
تقول: "كانت والدتي، رغم ألم الفراق والمرض، رمزًا للقوة والإصرار، تشجعنا على الدراسة وتزرع فينا روح المقاومة والوعي".
عند عودتها إلى أفغانستان قبيل سقوط حكومة طالبان الأولى، أسست مع والدتها دورة مجانية لتعليم الفتيات، لتصبح بذلك إحدى النساء اللواتي تحدين القيود الاجتماعية والسياسية المفروضة على التعليم النسوي.
طالبان والقمع الممنهج
تصف سارا فترة حكم طالبان بأنها كانت الأكثر قمعاً، حيث فرضت قيودًا صارمة على النساء، من ارتداء البرقع إلى تقييد التنقل، إضافة إلى الممارسات العنيفة مثل الجلد والقتل العلني: كان القتل والموت جزءًا من الواقع اليومي.. كنا نرى النساء يُجلدن في الشوارع، والأشخاص يُعاقبون علنًا لتكون عبرة للآخرين.. كل يوم كان اختبارًا للبقاء".
وأكدت أن العنف لم يقتصر على الجسدي فقط، بل شمل حرمان النساء من التعليم والعمل، وتحجيم مشاركتهن في المجتمع، ما جعل حياتهن محفوفة بالخطر والخوف الدائم.
وعلى الرغم من كل التحديات، استمرت النساء في أفغانستان في مقاومة القمع، واستعادة حقهن في التعليم والمشاركة الاجتماعية، عبر منظمات مثل راوا وحزب التضامن الأفغاني.
تقول سارا: "تنفّسنا الصعداء عندما خُلعت القيود عن الفتيات، وبدأت النساء في الانخراط في مؤسسات الدفاع عن حقوقهن.. على مدار عشرين عامًا، واصلت النساء النضال السياسي والاجتماعي، حتى في ظل الاحتلال الأجنبي وفساد الحكومات".
قوة التعلم والإرادة
تشدد سارا على أن التعليم هو مصدر القوة والمقاومة، وهو ما يمنح النساء القدرة على مواجهة الذكورية والتطرف.
وتختتم حديثها بالقول: "أنا اليوم امرأة متعلمة أعمل عن بُعد، وأستمد القوة من صمود النساء اللواتي يُقمعن في بلادي. نضالي اليوم قد يصنع غدًا أفضل، ويمنح الأجيال القادمة فرصة لعيش حياة كريمة بعيدًا عن القهر".










