وسط جدل حقوقي.. طرد معلم بريطاني قال لطالب مسلم إن بريطانيا مسيحية

وسط جدل حقوقي.. طرد معلم بريطاني قال لطالب مسلم إن بريطانيا مسيحية
تظاهرة معادية للمسلمين في بريطانيا- أرشيف

كشفت صحيفة التلغراف البريطانية، اليوم الثلاثاء، عن واقعة مثيرة للجدل، حيث تم منع مُعلم من مزاولة مهنته مع الأطفال بعد أن قال لتلميذ مسلم إن بريطانيا لا تزال دولة مسيحية.

وأحالت إدارة المدرسة المعلم إلى مجلس حماية الطفل المحلي عقب شكوى التلميذ، فيما شارك محقق من فريق إساءة معاملة الأطفال في شرطة لندن بمتابعة القضية، في إجراء اعتبره البعض مبالغاً فيه قياساً بطبيعة التصريحات التي صدرت داخل فصل مدرسي.

وأوضحت التلغراف أن المعلم جرى تعليق عمله ثم طرده لاحقاً بعد حادثة أخرى اتُّهم فيها بتوبيخ مجموعة من التلاميذ المسلمين لغسل أقدامهم في أحواض مراحيض الأولاد قبل الصلاة، وهي ممارسة اعتبرها مقدمو الشكوى "غير لائقة" وقد تُصنّف جريمة كراهية.

واستدعت الواقعة تدخل الشرطة التي فتحت تحقيقاً أولياً لكنه أُغلق لاحقاً من دون توجيه أي اتهامات، غير أن الإجراءات الإدارية ضد المعلم استمرت رغم غياب المخالفة الجنائية.

طبيعة النقاش الديني

ذكر الطفل الذي تقدم بالبلاغ أن المعلم شدد على أن المدرسة ليست مدرسة دينية، واقترح على الراغبين في ممارسة شعائرهم الإسلامية الانتقال إلى مدرسة إسلامية قريبة، مضيفاً أن الملك البريطاني هو رئيس كنيسة إنجلترا وأن البلاد ذات جذور مسيحية.

وبحسب الدعوى القانونية التي رفعها لاحقاً، أكد محامو المعلم أن المدرسة تحظر الصلاة بشكل غير رسمي في الساحة، وأن إدارة المدرسة خصصت غرفة محددة لأداء العبادة لمن يرغب من التلاميذ، في محاولة لتجنب الجدل الديني داخل المرافق العامة.

وأشار اللورد يونغ، مدير اتحاد حرية التعبير، إلى أن المعلم "فقد وظيفته وكاد يخسر مهنته بالكامل لأنه ذكر حقيقة تاريخية تتعلق بالدين الرسمي لإنجلترا"، معتبراً أن القضية تعكس "تدهوراً خطيراً في مساحة حرية التعبير داخل المدارس".

وأضاف يونغ أن المعلم لم يكن ليواجه المشكلة ذاتها لو قال إن الإسلام هو الدين الرسمي للبلاد، رغم أنه ليس كذلك، في إشارة إلى حساسية المؤسسات التعليمية تجاه النقاشات المتعلقة بالأقليات الدينية.

شكاوى ثلاثة أطفال

تُظهر الوثائق أن ثلاثة أطفال فقط قدموا شكاوى مكتوبة ضد المعلم، غير أن هذه الشكاوى خضعت لفحص تسعة مختصين، من بينهم ضابط شرطة وأخصائيون اجتماعيون ومسؤول حماية ومدير المدرسة، وذكر الأطفال أنهم شعروا بالخوف والانزعاج من "صراخ المعلم" خلال الحادثة.

وتعكس هذه الواقعة تزايد حساسية المدارس البريطانية تجاه أي نقاش ديني، في ظل بيئة تعليمية متعددة الثقافات تشهد نقاشاً دائماً حول حدود حرية التعبير ومراعاة مشاعر الأقليات.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية