الجزر الثلاث.. ما يقره العالم وتعانده إيران
الجزر الثلاث.. ما يقره العالم وتعانده إيران
جاء البيان الختامي الصادر عن المجلس الأعلى في دورته السادسة والأربعين ثقيلاً جداً على إيران في تناوله قضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة من قبل إيران، فاندفع المسؤولون في إيران بلهجات مختلفة في الهجوم على مجلس التعاون الخليجي، واستخدموا لغة لم تؤتِ ثمارها في السنوات الماضية من محاولة إقناع العالم بأن الجزر الثلاث إيرانية وليست إماراتية، وبالقطع لا توجد دولة واحدة في العالم تقر بهذا الأمر، بل حتى أشد حلفاء إيران يؤكدون إماراتية الجزر الثلاث.
البيان الخليجي كان واضحاً، وتعزيزاً للموقف الراسخ منذ سنوات جاء حاملاً جملة تأكيدات شديدة على النحو الآتي:
أولاً: دعم حق السيادة للإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وعلى المياه الإقليمية والإقليم الجوي والجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة للجزر الثلاث، باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من أراضي الإمارات العربية المتحدة.
ثانياً: اعتبار أن أي قرارات أو ممارسات أو أعمال تقوم بها إيران على الجزر الثلاث باطلة وملغاة، ولا تغير شيئاً من الحقائق التاريخية والقانونية التي تُجمع على حق سيادة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث.
ثالثاً: أدان المجلس الأعلى واستنكر التصريحات العدائية التصعيدية كافة الموجهة ضد دولة الإمارات العربية المتحدة في سيادتها على جزرها الثلاث المحتلة، واستهجن كل الخطوات الإيرانية العدائية، معتبراً ذلك انتهاكاً لسيادة دولة الإمارات العربية المتحدة على أراضيها، ولا يتماشى مع الجهود والمحاولات المبذولة لإيجاد تسوية سلمية.
أكد مجلس التعاون الخليجي ما هو مؤكد بالفعل وثابت وراسخ لدى الكافة، في مقابل المحاولات الإيرانية المستمرة أيضاً منذ سنوات في تجاهل حقيقة واضحة، وهي أن العالم لا يعترف بسيادتها، ولن تغامر أي دولة بعلاقتها مع دولة الإمارات وتعترف بأي سيادة لإيران على أي شبر من تلك الجزر.
استخدمت الإمارات طول السنوات الماضية نهجها الدبلوماسي المرن، فسعت إلى الحلول السلمية وعدم التصعيد الإقليمي الناجم عن استمرار الخروقات الإيرانية في الجزر الثلاث، فضلاً على استمرار رغبة إيران في عدم الجلوس على طاولة الحوار بشأن الجزر؛ لأنها تدرك مسبقاً أن أية مفاوضات أو حوار سينتهي بخسارة موقفها الذي لا يستند إلى أي أسس قانونية أو منطقية.
وبينما تمتلك الإمارات القانون الدولي والمجتمع الدولي في صفها في هذه الأزمة، لا تمتلك إيران غير التصريحات العبثية التي يطلقها مسؤولوها في حديثهم عن تلك الجزر. تابعتُ خلال الأيام الماضية بعضاً من جملة هذه التصريحات، ورأيتها مثيرة للشفقة بقدر أكبر من أثارتها للنقاش السياسي، وكأنهم يتحدثون عن إيران أخرى غير التي شهدناها في السنوات الأخيرة.
لا شك عندي أن دولة الإمارات ستواصل السعي لاستعادة السيادة على الجزر، وإن لم تقتنع إيران الآن، فستقتنع في القادم، ومهما حاولت من إضفاء أي تغيير ديموغرافي أو غيره على الجزر، فهي في النهاية جهود محكوم عليها بالفشل المحتوم.
الجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى إماراتية وستبقى كذلك، لن يغير من وضعها أحد.











