وسط تحذيرات أممية.. 9300 طفل مهددون بسوء التغذية في غزة

وسط تحذيرات أممية.. 9300 طفل مهددون بسوء التغذية في غزة
أطفال في غزة - أرشيف

تحذّر منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» من تفاقم الأخطار الصحية التي تهدد أطفال قطاع غزة، في ظل ظروف إنسانية بالغة القسوة تتقاطع فيها آثار الحصار المستمر مع شحّ الإمدادات الأساسية وتدهور الأوضاع المناخية. 

وتؤكد المنظمة أن استمرار هذا الواقع يضع حياة الأطفال، ولا سيما صغار السن، أمام مخاطر متزايدة لتفشي الأمراض وسوء التغذية، بما يشكل انتهاكاً واضحاً لحقهم في الحياة والصحة والحماية.، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، اليوم السبت

تشير «اليونيسف» إلى أن المنخفضات الجوية المتتالية، وما يصاحبها من برد قارس وأمطار غزيرة، فاقمت من هشاشة أوضاع الأطفال، خصوصاً أولئك الذين يعيشون في خيام أو مراكز إيواء مؤقتة تفتقر إلى أدنى معايير السلامة. 

وتوضح أن غياب الملابس الشتوية المناسبة، وانعدام وسائل التدفئة، وتسرب المياه إلى أماكن الإقامة، كلها عوامل تهيئ بيئة خصبة لانتشار الأمراض التنفسية والجلدية، وتزيد من احتمالات العدوى بين الأطفال.

وتؤكد المنظمة أن هذه المخاطر لا تنفصل عن السياق الأوسع للأزمة الإنسانية في القطاع، حيث يواجه الأطفال أوضاعاً غير إنسانية ناجمة عن القيود المفروضة على دخول المساعدات، وتأخر وصول الإمدادات الحيوية التي يفترض أن تضمن الحد الأدنى من الحماية في فصل الشتاء.

خطر يهدد جيلاً كاملاً

تكشف فحوصات التغذية التي أجرتها «اليونيسف» وشركاؤها خلال شهر نوفمبر الماضي عن أرقام مقلقة، إذ يعاني نحو 9300 طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد في قطاع غزة. 

وتعكس هذه المعطيات حجم التدهور الذي طال الأمن الغذائي للأطفال، وتُنذر بعواقب صحية طويلة الأمد، تشمل ضعف المناعة، وتأخر النمو الجسدي والعقلي، وارتفاع معدلات الوفاة بين الفئات الأكثر هشاشة.

وتوضح المنظمة أن سوء التغذية، في ظل الظروف الراهنة، لا يُعد مشكلة صحية منفصلة، بل يتقاطع مع ضعف الخدمات الطبية، ونقص الأدوية، وتراجع القدرة على الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية، ما يجعل الأطفال أكثر عرضة لمضاعفات خطرة يمكن تفاديها في حال توفر الحد الأدنى من الاستجابة الإنسانية.

فتح المسارات الإنسانية 

تدعو «اليونيسف» إلى تكثيف إدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، مع التركيز على الملابس الشتوية والخيام ومستلزمات الإيواء، بوصفها أدوات إنقاذ فورية للأطفال. 

وتشدد على ضرورة السماح بنقل كميات كبيرة من إمدادات الشتاء المتراكمة على حدود القطاع، بصورة آمنة وسريعة ودون أي عوائق، لضمان وصولها إلى الفئات الأكثر احتياجاً.

وتؤكد المنظمة أن استمرار القيود المفروضة على حركة المساعدات يمثل انتهاكاً لالتزامات القانون الدولي الإنساني، الذي يفرض حماية خاصة للأطفال في أوقات النزاع، ويُلزم الأطراف كافة بتأمين احتياجاتهم الأساسية وعدم تعريضهم لمخاطر يمكن تجنبها.

الحق في الحياة 

تسلّط تحذيرات «اليونيسف» الضوء على واقع إنساني يتجاوز كونه أزمة مؤقتة، ليعكس نمطاً من الحرمان المنهجي لحقوق الأطفال في غزة، فالأمر لا يتعلق فقط بتداعيات الطقس أو نقص الإمدادات، بل بمنظومة من الظروف التي جعلت الطفولة نفسها في دائرة الخطر.

وفي ظل غياب تدخل دولي فاعل يضمن حماية المدنيين، يبقى أطفال غزة هم الحلقة الأضعف، يدفعون ثمناً باهظاً يتمثل في تآكل صحتهم وتهديد مستقبلهم، وهو ما يستدعي تحركاً عاجلاً يعيد الاعتبار لحقوق الطفل بوصفها حقوقاً غير قابلة للتأجيل أو المساومة، ويضع سلامة الأطفال في صدارة أي استجابة إنسانية أو سياسية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية