تابان شورش.. قصة عراقية فازت بجائزة نانسن للاجئين 2025

تابان شورش.. قصة عراقية فازت بجائزة نانسن للاجئين 2025
العراقية تابان شورش

فازت الناشطة الإنسانية تابان شورش بجائزة نانسن للاجئين لعام 2025، التي تمنحها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تقديراً لجهودها المتواصلة في دعم النساء والفتيات المتضررات من النزاعات والنزوح، وخاصة في العراق، ويأتي هذا التكريم اعترافاً بدورها المؤثر في تحويل العمل الإنساني من الإغاثة المؤقتة إلى التمكين طويل الأمد.

تابان شورش ليست فقط ناشطة في مجال حقوق الإنسان، بل هي ناجية من العنف الجماعي والنزوح، وهو ما شكّل وعيها ومسارها لاحقاً، فقد حولت تجربتها الشخصية القاسية إلى دافع للعمل العام، واضعة قضايا النساء المتأثرات بالحروب في صدارة اهتمامها، باعتبارهن الفئة الأكثر تضرراً والأقل وصولاً إلى الدعم.

أسست شورش منظمة “زهرة اللوتس”، وهي منظمة تقودها نساء وتركز على تمكين النساء والفتيات في المجتمعات المتضررة من الصراع. 

دعم الناجيات من العنف

تعمل المنظمة على توفير التعليم، والدعم النفسي والاجتماعي، وبناء المهارات، وخلق مساحات آمنة تساعد الناجيات من العنف على استعادة الثقة والقدرة على المشاركة الفاعلة في المجتمع.

واعتمدت شورش في عملها على مقاربة شاملة ترى أن التعافي لا يكتمل دون تمكين اقتصادي واجتماعي حقيقي، لذلك ركزت برامجها على تحويل النساء من متلقيات للمساعدة إلى شريكات في صنع القرار، وقادرات على قيادة مجتمعاتهن في مرحلة ما بعد النزاع.

وإلى جانب عملها الميداني، لعبت تابان شورش دوراً بارزاً كصوت للنازحين واللاجئين على المنصات الإقليمية والدولية، حيث شاركت في مؤتمرات وفعاليات معنية بحقوق الإنسان وقضايا اللجوء، مطالبة بسياسات أكثر عدالة وإنصافاً، وبإشراك المتضررين أنفسهم في تصميم الحلول.

تتويج لمسار إنساني

ويمثل فوزها بجائزة نانسن لعام 2025 تتويجاً لمسار طويل من العمل الإنساني القائم على التجربة والمعرفة والالتزام الأخلاقي، كما يعكس توجهاً متزايداً للاعتراف بالمبادرات المحلية التي تقودها نساء من قلب المجتمعات المتضررة، وليس فقط بالجهود الدولية الكبرى.

قصة تابان شورش هي شهادة حية على قدرة الإنسان على تحويل الألم إلى أمل، والخسارة إلى فعل مؤثر، ومن خلال عملها، تؤكد أن تمكين النساء ليس قضية جانبية في الأزمات، بل شرط أساسي لبناء مجتمعات أكثر عدلاً وقدرة على التعافي والاستمرار.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية