تحت وطأة الجفاف.. أطفال أفغانستان يواجهون الأمراض وسوء التغذية
تحت وطأة الجفاف.. أطفال أفغانستان يواجهون الأمراض وسوء التغذية
يترك الجفاف المستمر في أفغانستان آثاراً مدمّرة على الأطفال، متجاوزاً كونه أزمة بيئية إلى كونه كارثة إنسانية متعددة الأبعاد، تمسّ حقهم في الحياة والصحة والنمو السليم، فحرمان الأطفال من المياه النظيفة، وتزايد معدلات سوء التغذية، وانتشار الأمراض المنقولة عبر المياه الملوثة، باتت ملامح يومية لطفولة مهددة في بلد يعاني أصلاً من هشاشة اقتصادية وصحية عميقة.
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، في بيان لها، الأربعاء، أن أكثر من 2.6 مليون أفغاني عادوا خلال الفترة الأخيرة من دول الجوار، وسط ظروف إنسانية بالغة الصعوبة.
وأكدت المنظمة أن أعداداً كبيرة من الأطفال بين هؤلاء العائدين يفتقرون إلى أبسط الخدمات الأساسية، مثل المياه الصالحة للشرب، والرعاية الصحية، والتغذية الكافية، محذّرة من أن هؤلاء الأطفال يواجهون تداعيات جفاف طويل الأمد يفاقم معاناتهم ويقوّض فرصهم في العيش بكرامة.
جهود محدودة أمام الكارثة
أشارت اليونيسف إلى أنها وزّعت حزماً صحية على العائلات العائدة، في محاولة للتخفيف من حدة الأزمة والاستجابة للاحتياجات الإنسانية المتزايدة، إلا أنها شددت على أن هذه الجهود تبقى محدودة أمام حجم الكارثة.
وكانت المنظمة قد نبّهت في تقارير سابقة إلى أن أكثر من نصف مصادر المياه في ولايات أفغانية رئيسية قد جفّت، وأن نحو 80% من السكان يعتمدون على مياه ملوثة وغير صالحة للشرب، ما يعرّض الأطفال بشكل خاص لخطر الإسهالات الحادة، والكوليرا، وأمراض سوء التغذية.
وحذّرت المنظمة الأممية من أن آثار التغير المناخي، بما في ذلك الجفاف المتكرر، والفيضانات المفاجئة، والزلازل، تشكّل تهديداً مباشراً لصحة الأطفال الأفغان وتغذيتهم ونموهم الجسدي والمعرفي، في بلد يعاني نظامه الصحي من ضعف شديد ونقص حاد في الإمكانات.
ويؤدي هذا الواقع إلى حرمان جيل كامل من فرص النمو الطبيعي والتعليم، ويعمّق حلقة الفقر والهشاشة.
موجة جفاف شديدة
من جانبها، أكدت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، في إعلان صدر منتصف يوليو الماضي، أن موجة الجفاف الشديد التي كانت تتركز في شمال أفغانستان وشمالها الغربي والشمالي الشرقي، امتدت لتشمل جميع أنحاء البلاد، ما فاقم من خطورة الأزمة الإنسانية، وهدد سبل عيش ملايين الأسر التي تعتمد على الزراعة وتربية المواشي.
ويبرز هذا المشهد المأساوي حجم التحدي الذي يواجه الأطفال الأفغان اليوم، حيث تتقاطع آثار الجفاف مع النزوح، والفقر، وضعف الخدمات، لتجعل من الطفولة في أفغانستان معركة يومية من أجل البقاء.
وتؤكد المنظمات الإنسانية أن إنقاذ هذا الجيل يتطلب استجابة دولية عاجلة ومستدامة، تضع الأطفال في صلب السياسات الإنسانية والمناخية، قبل أن تتحول آثار الجفاف إلى ندوب دائمة في مستقبل البلاد.










