3 فتيات في أسبوع.. العنف ضد النساء يقرع جرس الإنذار بمصر

3 فتيات في أسبوع.. العنف ضد النساء يقرع جرس الإنذار بمصر

 

حملة إلكترونية واسعة للمطالبة بإقرار قانون موحد لمواجهة العنف ضد المرأة

 

"أنا الضحية القادمة".. هاشتاغ (وسم) لحملة إلكترونية اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي بمصر، لمواجهة التحريض على العنف ضد النساء في البلاد.

وخلال أيام قليلة، شهدت مصر 3 حوادث عنف ضد فتيات، إحداها انتهت بالقتل وتم تسجيل الواقعة في مقطع مصور، ما أثار حالة عارمة من الغضب والاستياء داخل الأوساط الإعلامية والحقوقية.

وانتشر مؤخرا مقطع مصور لطالبة جامعية تُدعى "نيرة أشرف" وهي تذبح بآلة حادة "سكين" على يد زميلها بعد رفض طلبه للزواج بها بمدينة المنصورة في دلتا مصر.

وقبل ذلك بأيام، انتشرت واقعة طبية أسنان تُدعى "سارة خالد" لقيت مصرعها بالسقوط من شرفة منزلها بمنطقة مصر الجديدة (شرق القاهرة)، فيما أثارت صديقاتها شكوكًا بشأن غموض وفاتها لتعرضها إلى عنف أسري ممنهج ومتواصل.

فيما تفاعلت النيابة المصرية مؤخرا مع دعوات عدد من رواد منصات التواصل الاجتماعي، بالبحث عن فتاة تُدعى "نورا عصام" اختطفها والدها بسبب نزاع على الميراث.

مخاوف ومطالب

والثلاثاء، دشنت صحفيات ومحاميات وحقوقيات حملة إلكترونية باسم "أنا الضحية القادمة"، احتجاجا على التحريض على العنف ضد النساء عبر منصات التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام.

وبحسب الحملة الإلكترونية، "فإن قضية قتل الطالبة نيرة أشرف، التي تم ذبحها أمام جامعة المنصورة على مرأى ومسمع من الشارع المصري، لم تكن الواقعة الأولى ولن تكون الأخيرة في حق النساء بمصر".

وأوضحت: "تم تداول بعض التعليقات على واقعة نيرة تؤكد كيف سنكون نحن الضحية القادمة أما عن رأي رجال الدين فلا يمكن إغفال دور (الداعية) عبدالله رشدي، في تطبيع خطاب التحريض على العنف تجاه النساء".

وأضافت: "ثم جاء (الداعية) مبروك عطية بتعليق على الواقعة قائلا: (لو حياتك غالية عليكي اخرجي من بيتك زي القفة "في إشارة إلى تغطية كامل الجسد") تلك الجملة التي تبيح قتل النساء وتبرر للجاني فعلته".

وتابعت الحملة في بيانها: "لم يكتفِ هؤلاء الأشخاص بما حدث للفتاة (في إشارة لنيرة أشرف) وما يحدث كل يوم لكل فتاة داخل المنزل أو خارجه، بل يأتون إلينا بتلك العبارات التي تحرض على العنف".

وأشار البيان إلى أن "التحريض على العنف مجرم طبقاً للقانون المصري وهو أمر بالغ الخطورة، لأنه يتمثل في بث التصميم أو التشجيع أو دفع شخص أو عدة أشخاص بأي وسيلة كانت، بهدف تنفيذ جرائم عنف".

وأضاف: "يستوي هنا أن يكون التحريض مباشرا أو غير مباشر، فردياً موجهاً لشخص بعينه، أو تحريضاً عاماً موجهاً إلى جماعة غير محدودة من الناس".

وتابع: "نحن لدينا (يقصد الموقعين) مسؤولية ضد أي انتهاكات تحدث للمرأة، ونعلم جميعاً كيف أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي آلية لتحقيق المساءلة والمحاسبة للسلطات لإنفاذ القانون في قضايا العنف ضد النساء، ودور النائب العام في تحقيق عدالة ناجزة".

ودعت الحملة النائب العام إلى "التدخل لوقف التحريض ضد النساء لأن المحرض يعد شريكاً في الجريمة، ونتقدم ببلاغ جماعي على تلك الجرائم التي تحرض ضد النساء بمصر، رغبة في حماية أنفسنا من أن نكون الضحية القادمة، نطالب بقانون موحد للعنف يحمي نساء مصر لا يحمي الجاني".

ووقع على الحملة الإلكترونية مئات الناشطات النسويات في مختلف مجالات العمل العام، إضافة إلى كتاب وخبراء وسياسيين متضامنين، بعد 3 حوادث عنف ضد النساء لقيت جميعها انتشارا واسعا في عموم البلاد.

ومنذ سنوات عديدة، تتوالى المطالب بإقرار تشريع موحد لمكافحة العنف ضد النساء بمصر، لكنه تعطل مرارا داخل مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان) ولم يتم إقراره بعد، رغم تقديم عدة مشروعات قوانين بشأنه.

ويردد بعض الدعاة في مصر خطابا رجعيا تجاه قضايا المساواة بين الجنسين وملبس النساء ودورهن في المجتمع، ما تعتبره ناشطات حقوقيات "تعديا سافرا" على حقوق المرأة يستدعي السلطات لتبني قضايا تجديد الخطاب الديني.

إذكاء النيران

بدورها قالت نهاد أبوالقمصان، رئيسة المركز المصري لحقوق المرأة (غير حكومية) وعضوة المجلس القومي لحقوق الإنسان (رسمي)، إنها ستقدم بلاغ للنائب العام ضد المدعو مبروك عطية، لتبريره واقعة ذبح طالبة المنصورة نيرة أشرف.

وأضافت أبوالقمصان، في مقطع مصور عبر حسابها على فيسبوك، أن مبروك عطية ارتكب عددا من الجرائم، أولها تعطيل الدستور والقانون والتحريض على العنف وإشاعة الإرهاب في المجتمع.

وأوضحت: "هذا الخطاب العنيف التحريضي يعرض الفتيات للخطر ويعمل على إلغاء الدولة المصرية، وباسم كل نساء مصر نرجو اتخاذ إجراءات من قبل النيابة المصرية العامة لحماية المرأة المصرية".

ومبروك عطية، هو داعية إسلامي بارز وعميد كلية الدراسات الإسلامية الأسبق بجامعة الأزهر، وعلق على مقتل طالبة على يد زميلها ذبحا قائلا: "أقول الله يرحمها ويصبر أهلها ووالدها وأمها وينتقم من المجرم وينال جزاءه".

وأضاف: "لما المشايخ تكلموا عن الحجاب سمعنا من يقول حرية شخصية، كويس سيبي المهفهف (في إشارة للشعر) على الخدود يطير والبسي محزق (ضيق) هيصطادك اللي ريقه بيجري ويقتلك".

وتابع: "المرأة والفتاة، تتحجب عشان تعيش، وتلبس واسع عشان متغريش (الإغراء) لو حياتك غالية عليكي اخرجي من بيتك قفة، لا متفصلة ولا بنطلون ولا شعر على الخدود، عشان وقتها هيشوفك اللي ريقه بيجري ويقتلك".

من جانبها قالت المحامية المصرية نسمة الخطيب، عضو هيئة الدفاع عن الشابة سارة خالد: "قضيت 5 أيام لا أنام من أجل قضية سارة خالد رحمة الله عليها.. ٥ أيام بسمع صوتها وهي بتشتكي من اللي كان بيحصلها وبفرغ تسجيلات علشان التحقيق".

وأضافت الخطيب: "دخلت التحقيق قعدنا 5 ساعات بسمع تفاصيل وجع فتاة كانت تعاني قبل موتها، خرجت من التحقيق وجدت فيديو نيرة أشرف وهي تذبح على مرأى ومسمع من الجميع كأنه عادي".

واختتمت قائلة: "جوايا طاقة غضب واكتئاب مش بنلحق نفوق رغم معافرتنا لكن اليأس مرعب، دم البنات بيروح هدر ومن غير تمن هنا على هذه البقعة ندفع الثمن من أجسادنا وعمرنا كنساء وفتيات".

ولا توجد في مصر إحصاءات رسمية بشأن العنف ضد المرأة، لكن منظمات نسوية غير حكومية تقول إن نحو 90 بالمئة من الفتيات والنساء يتعرضن للعنف سواء البدني أو النفسي أو اللفظي في البلاد.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية