اشتباكات بين محتجين والشرطة في الإكوادور.. والرئيس يندد بمحاولة "انقلاب"

اشتباكات بين محتجين والشرطة في الإكوادور.. والرئيس يندد بمحاولة "انقلاب"

اندلعت لليوم الثاني على التوالي اشتباكات عنيفة حول مبنى البرلمان في كيتو، بين متظاهرين من السكان الأصليين والشرطة، وندد الرئيس الإكوادوري غييرمو لاسو بما وصفه محاولة "انقلاب".

ورشق المحتجون الحجارة والمفرقعات، فضلاً عن الزجاجات الحارقة، في حين ردّت عناصر الشرطة مستخدمين خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع وقنابل صوتية، بحسب وكالة “فرانس برس”.

واستنكرت الشرطة اقتحام المتظاهرين للسفارة المصرية المجاورة لمكان الاشتباكات، والتي "هاجموا منها الشرطة بالمتفجرات"، داعمة أقوالها بنشر مقطع فيديو على حسابها في “تويتر”.

الوسائل القانونية 

وقال لاسو عبر وسائل الإعلام الرسمية، إن "هدف كل هذا العنف هو القيام بانقلاب"، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك "ضد محاولة زعزعة استقرار الديمقراطية في الإكوادور".

يحتج نحو 14 ألف متظاهر من السكان الأصليين في جميع أنحاء البلاد على غلاء المعيشة، مطالبين خصوصاً بخفض أسعار الوقود، وفق الشرطة التي تقدر عددهم بنحو 10 آلاف في العاصمة.

وأسفرت أعمال العنف عن سقوط ستة قتلى وعشرات الجرحى، وشلت العديد من حواجز الطرق الحركة في كيتو إلى حد كبير، معرقلةً الوصول إليها.

وحذر ليونيداس إيزا وهو زعيم "اتحاد الشعوب الأصلية في الإكوادور" (كوني) الذي ينظم التظاهرات، من أن التعبئة ستستمر "حتى تحقيق نتائج".

وقال لاسو، إن "إيزا لم يعد يسيطر على الوضع.. لم يعد لديه أي سيطرة على الاحتجاجات والجرائم التي تسببت فيها أفعاله غير المسؤولة"، محذرا من أن الحكومة ستستخدم "جميع الوسائل القانونية المتاحة لمواجهة المخربين".

وكرر أنه "منفتح على التوصل إلى حوار بنتائج ملموسة"، داعياً "إخوته وأخواته من السكان الأصليين" إلى "العودة إلى مجتمعاتهم".

وأكد كارلوس بيلا -أحد السكان الأصليين من تونغوراهوا- أنّ "المنتجين الصغار في حالة سيئة والأسعار مرتفعة ونحن نكافح من أجل تأمين المعيشة".. وأضاف: "إذا حصلنا على رد إيجابي اليوم، فسنغادر اليوم بسلام ورؤوسنا مرفوعة".

مشكلات داخلية

وقال زعيم "كوني" من جانبه: "لم نعد قادرين على احتواء غضب الناس.. الغضب خرج عن سيطرتنا وسيطرة منظماتنا"، معتبراً أن السكان الأصليين "شعروا بالخداع" بسبب أشهر من المحادثات غير المثمرة مع الحكومة بشأن غلاء المعيشة.

وندد وزير الشؤون الحكومية، فرانسيسكو خيمينيس، عبر إذاعة محلية صباحاً قائلاً إنهم "لا يريدون الحوار لا يريدون السلام.. حتى الآن، الأمر الوحيد الذي أظهروه أنهم يريدون العنف".

وقال الجيش من جهته إن جنودا كانوا يواكبون قافلة لنقل الطعام "تعرضوا لاعتداء من قبل مجموعة عنيفة" في كاسبيغاسي في ضواحي كيتو ما أدى إلى إصابة 17 عسكريا بجروح خطرة.

وأكد الجيش أن هدف هذه القافلة القادمة من شمال غرب كيتو كان "السماح بتدفق الإمدادات بواسطة أكثر من 1000 شاحنة محاصرة على هذا الطريق"، ما يؤثر بشكل خطير على إمدادات العاصمة، في حين بدأت بعض الأحياء تعاني نقصا.

وتؤكد الحكومة أن مطالب المتظاهرين المتعلقة بالمحروقات وحدها ستكلف الدولة أكثر من مليار دولار سنويا.

ويعزل غييرمو لاسو نفسه منذ الأربعاء بعد تأكيد إصابته بكوفيد-19.

وبناء على طلب نواب المعارضة الذين يؤيدون الرئيس الاشتراكي السابق رافايل كوريا (2007-2017)، ستجتمع الجمعية الوطنية في وقت متأخر من السبت للنظر في طلب إقالة الرئيس لاسو بسبب "مشكلات داخلية".. ويتطلب ذلك الحصول على 92 صوتًا من أصل 137 ليتم تبنيه في الكونغرس المكون من مجلس واحد، حيث تشكل المعارضة الأغلبية ولكنها غير متجانسة.

ويرى الرئيس المحافظ الذي تولى الحكم قبل سنة، أن الاحتجاجات تشكل محاولة لقلب نظام حكمه.

بين 1997 و2005 اضطر ثلاثة رؤساء في البلاد إلى مغادرة السلطة بضغط من السكان الأصليين.

ويلقى الرئيس الحالي دعما من الجيش الذي حذر المتظاهرين، الثلاثاء، معتبرا أنهم يمثلون "خطرا كبيرا" على الديمقراطية.

وينظّم "اتحاد الشعوب الأصلية في الإكوادور"، (أكبر منظمة للسكان الأصليين في البلاد) تظاهرات وفعاليات احتجاجية منذ 13 يونيو الجاري، يتخلّلها في أحيان كثيرة قطع طرقات، وذلك لإرغام الحكومة على خفض أسعار الوقود وتحسين مستوى معيشتهم.

الإطاحة بثلاثة رؤساء

وساهم الاتحاد في الإطاحة بثلاثة رؤساء إكوادوريين بين 1997 و2005 وقاد التظاهرات العنيفة في 2019 التي سقط فيها 11 قتيلا.

ويتظاهر السكان الأصليون أيضاً احتجاجاً على عدم توفر فرص عمل لهم، وعلى منح الحكومة امتيازات منجمية في أراضيهم، وعدم مراقبتها أسعار المواد الزراعية، وهم يطالبون كذلك بإعادة التفاوض على قروض فلاحية حصلوا عليها من المصارف.

ويبلغ عدد السكان الأصليين نحو مليون من أصل سكان الإكوادور البالغ عددهم 17,7 مليون نسمة.

وارتفعت أسعار الوقود في الإكوادور بشكل حاد منذ 2020، من دولار واحد إلى 1.90 دولار للجالون (3,8 لتر) للديزل، ومن 1.75 دولار إلى 2.55 دولار للبنزين.

ويطالب اتحاد السكان الأصليين الحكومة بالرد على لائحة من 10 طلبات، فهي تريد خفض الأسعار إلى 1,50 دولار للديزل و2,10 دولار للبنزين، وهو الطلب الذي رفضته “كيتو”.

وتشمل لائحة المطالب الأخرى، السيطرة على أسعار المواد الغذائية وإعادة التفاوض بشأن القروض المصرفية الشخصية إلى نحو 4 ملايين أسرة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية