"اليونيسف" تسعى للوصول باللقاحات الأساسية لأطفال العراق النازحين
"اليونيسف" تسعى للوصول باللقاحات الأساسية لأطفال العراق النازحين
وصل فريق صحي متنقل، بدعم من اليونيسف، إلى مخيم "أشتي" في إقليم كردستان العراق، يحمل أعضاء الفريق على أكتافهم صناديق لقاح بارد، توجد داخل هذه الصناديق لقاحات مهمة ضرورية لحماية الأطفال والحفاظ على صحتهم، والتأكد من عدم تركهم وراء الركب.
ويقع مخيم "أشتي" على بعد حوالي 150 ميلاً شرق عاصمة المنطقة، أربيل، التي تقع بالقرب من الحدود مع إيران، وتم بناء المخيم لاستيعاب 1000 عائلة نازحة.
التقى الفريق "سعيد"، وهو أب لخمسة أطفال، بالنسبة له، فإن الوصول إلى هذه التطعيمات الروتينية يمثل راحة كبيرة.
قال سعيد: "أريد أن يتمتع جميع أطفالي بصحة جيدة، أريد أن أتأكد من أنهم مطعّمون وأقوياء".
أطفاله من بين أكثر من مليون شخص في العراق أجبروا على الفرار من منازلهم وأصبحوا الآن نازحين داخليًا، حوالي ثلث هؤلاء هم من الأطفال.
وبدعم من وزارة الصحة العراقية، تعمل اليونيسف على التأكد من حصول هؤلاء الأطفال على التطعيمات الروتينية التي يحتاجونها ليكونوا أصحاء ويزدهرون، يتضمن ذلك التنبؤ بعدد اللقاحات المطلوبة، وشراءها، ثم إدارة التخزين الآمن لهذه الجرعات ونقلها.
وفي مخيم أشتي، يعتني الفريق الصحي المتنقل بـ"شهد" البالغة من العمر 10 أشهر، جدتها معها لأنها تتلقى التطعيمات الروتينية التي تحتاجها.
وقالت الجدة وهي تحمل "شهد" بين ذراعيها، في العراق لدينا قول مأثور: "أولاد الابن أغلى من الابن".
ومن المعتاد أن يشعر مقدمو الرعاية بدرجة من الخوف وعدم اليقين من المواطنين بشأن موضوع اللقاحات، لذلك يحتاج العاملون في مجال الرعاية الصحية غالبًا إلى طمأنتهم بأن اللقاحات موثوقة وآمنة.
وفي مخيم آخر في المنطقة الكردية بالعراق، حسن شام، يقع شرق الموصل، التقى الفريق الصحي بـ"عبدالله" إنه والد أدهم البالغ من العمر شهرين، في البداية، كان عبدالله مترددًا بشأن اللقاحات.
قال: "كنت خائفًا بعض الشيء، لكن كلمات الطاقم الطبي شجعتني كثيرًا".
ولن يكون طفله وحده هو الذي سيحصل على اللقاحات التي ستساعد في حمايته، يؤكد عبدالله: "سأتناول لقاح كوفيد-19 في نفس اليوم الذي يتلقى فيه ابني اللقاحات".
وبالعودة إلى مخيم أشتي، يتنقل فريق العاملين الصحيين من منزل إلى منزل، ويلتقون العائلات داخل منازلهم، يقوم حاملو اللقاحات بتخزين الجرعات اللازمة لتطعيم الأطفال ضد الأمراض التي يمكن الوقاية منها بما في ذلك شلل الأطفال والحصبة والنكاف والحصبة الألمانية والسعال الديكي والدفتيريا والتيتانوس.
في أحد المنازل يجدون مولودة جديدة "فرح" مع والدتها، فرح تبلغ من العمر أسبوعًا واحدًا فقط، تخضع المولودة لفحص طبي شامل وتحصل على التطعيمات الروتينية التي تحتاجها، ستخضع لفحصين إضافيين بعد الولادة في الأسابيع المقبلة، وستكون الجولة التالية من اللقاحات مستحقة عندما تبلغ من العمر شهرين.
وغالبًا ما يكون تقديم خدمات الرعاية الصحية الروتينية للأطفال في العراق مثل هؤلاء، الذين نزحوا بسبب الصراع، أمرًا صعبًا، بسبب عدم الاستقرار، يُعتقد أن آلاف الأطفال لم يتم تسجيل مواليدهم، هذا يعني أنه في كثير من الحالات لم تكن لديهم الوثائق اللازمة للوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية في السنوات الأخيرة، بما في ذلك التطعيمات، وهذا يعرضهم لخطر أكبر للإصابة بأمراض يمكن الوقاية منها وقد تكون قاتلة إذا لم يتم الوصول إليهم.
وتعمل اليونيسف مع شركائها بلا كلل للوصول إلى هؤلاء الأطفال الذين كانت سنواتهم الأولى مضطربة بسبب النزاع، وغالبًا ما تتفاقم بسبب الصدمات والخوف.
وفي العقد الماضي، تضاعف عدد اللاجئين حول العالم، ويشكل الأطفال ما يقرب من نصف اللاجئين في العالم، وبينما نحتفل باليوم العالمي للاجئين، تستمر فيه موجات العنف الجديدة والصراعات طويلة الأمد في إجبار ملايين الأشخاص على الفرار من ديارهم.
أينما أتوا وأيا كانوا، يتمتع جميع الأطفال اللاجئين بحقوق متساوية والحق في البحث عن الأمان، إنهم جميعًا بحاجة إلى دعمنا، وهذا يشمل الوصول إلى الرعاية الصحية، من أجل الحماية والنمو والتعلم والازدهار.