الاقتصاد الإيراني.. العملة تنهار والتضخم يزداد والفقراء يدفعون الثمن
الاقتصاد الإيراني.. العملة تنهار والتضخم يزداد والفقراء يدفعون الثمن
قال الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، في حديث مباشر إلى الشعب عبر القناة الأولى للتلفزيون الإيراني، مساء أمس الأحد، بمناسبة مرور 100 يوم على توليه الرئاسة: إن الناس على دراية بكل من الظروف التي تم تسليم الحكومة في ظلها، وكذلك ظروف تفشي فيروس كورونا التي مرت بها البلاد، والأوضاع المالية والاقتصادية لايران، وحالة الخزينة وحالة البضائع الأساسية”.
وشدد رئيسي على أن الأهم من ذلك، كان تضرر “أمل الشعب” وثقته لذلك كان من واجب الحكومة استعادة ثقة الناس، مؤكدا أن إنقاذ “حياة الناس” من أهم القضايا، قائلا إنه كان يجب على الحكومة أن تتابع القضايا المتعلقة باللقاحات وأن تكون قادرة على مواكبة ومواجهة المشاكل المعيشية للناس واتخاذ خطوات لحلها”، وفقا لما أرودته وكالة أنباء فارس الإيرانية.
آثار العقوبات
وقال الرئيس الإيراني، إن الحكومة الإيرانية ماضية في تخفيف آثار العقوبات الأمريكية، مضيفا “نعمل من خلال المفاوضات النووية في فيينا على رفعها”، ولكنه شدد على أن حكومته لن تربط اقتصاد إيران بمصير المفاوضات.
وأشار الرئيس الإيراني إلى أن السياسة الخارجية الايرانية ترمي إلى التعاون الفعال مع دول العالم خاصة دول الجوار والمنطقة.
وفشلت الجولة السابعة من المفاوضات التي تهدف إلى إعادة إيران والولايات المتحدة إلى الالتزام ببنود الاتفاق النووي، الذي يتضمن إجبار إيران على السماح بمراقبة أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات، والتي استمرت قرابة أربعة أيام متواصلة.
وسجلت العملة الإيرانية انهياراً كبيراً، على وقع تعثر المفاوضات النووية، ما يضاعف الأزمات المعيشية للإيرانيين، خاصة الفقراء والمهمشين الذين تصل نسبتهم إلى 40% من عدد السكان، في ظل ارتفاع الأسعار والتضخم وانعدام الأمن الغذائي.
معدلات الفقر
وقال رئيس معهد دراسة الدين والاقتصاد في إيران، فرشاد مؤمني، إن عدد السكان تحت خط الفقر في البلاد تضاعف في السنوات الثلاث من 2017 إلى 2020، حيث ارتفع خط “الفقر المدقع” للفرد في عام 2020 بزيادة قدرها 38% مقارنة بعام 2019.
وأضاف “مؤمني”، أن 25% من سكان البلاد مهمشون وأن قرى البلاد “يتم إخلائها بالكامل” بسبب البطالة، متوقعا أن يكون ارتفاع أسعار السلع والإسكان والخدمات هذا العام أعلى من العام الماضي، وأن يسقط عدد أكبر من الناس تحت خط الفقر مرة أخرى.
الأمن الغذائي
ومن جانبها، ذكرت مدير مكتب تحسين التغذية المجتمعية بوزارة الصحة الإيرانية، زهراء عبد اللهي، أن “ثماني محافظات هي سيستان وبلوشستان وكهكيلو وبوير أحمد وخوزستان وهرمزغان وايلام وكرمان وخراسان جنوبي وبوشهر، تعاني من انعدام الأمن الغذائي بسبب تفشي فيروس كورونا وارتفاع معدلات التضخم.
وأشارت المسئولة الإيرانية، إلى أن استهلاك بعض المواد الغذائية مثل اللحوم والدواجن ومنتجات الألبان وحتى الفواكه انخفض بعد ارتفاع الأسعار بنحو 40%، خلال الأشهر الماضية.
وأفاد مركز الأبحاث البرلمانية في أواخر العام الماضي، بأن حوالي 23 إلى 40 في المائة من سكان إيران يعيشون في خطر الفقر، ووفقًا لتوقعات البرلمان الحالي الذي يهيمن عليه المتشددون، ينبغي تغطية حوالي 60 مليون شخص، أي أكثر من ثلثي سكان البلاد، من خلال خطة معيشة الأسرة، ما يعني أنهم فقراء ويحتاجون لمساعدات مالية.
التضخم
ويأتي معدل التضخم على رأس الأزمات التي يعاني منها الاقتصاد الإيراني، في ظل الجمود الاقتصادي، المعزز بتأثير ضغوطات الملف النووي إلى جانب أزمة الطاقة العالمية وكذلك تأثيرات اجتياح فيروس كورونا.
وكشف تقرير لمركز الإحصاء الإيراني، أن متوسط معدل التضخم السنوى في إيران خلال أغسطس الماضى بلغ 45.2% بواقع 44.5% للأسر الحضرية و48.7% للأسر الريفية، في حين أقرت وكالة الأنباء الإيرانية “فارس” بأن التضخم الفعلي في البلاد وصل إلى معدل قياسي مرتفع 58% خلال أغسطس الماضي في أعلى معدل منذ عام 1979.
ونشر معهد “تريدينج إيكونوميست” الدولي قائمة التضخم لدول العالم، واحتلت إيران الغنية مكانا بقائمة الدول العشر الأكثر تضخما، حيث تحتل المرتبة السادسة بين 186 دولة من حيث معدلات التضخم المرتفعة.