البحيرة المالحة الكبرى في يوتا الأمريكية إلى أدنى مستوياتها بسبب الجفاف
البحيرة المالحة الكبرى في يوتا الأمريكية إلى أدنى مستوياتها بسبب الجفاف
بلغت البحيرة المالحة الكبرى بولاية يوتا الأمريكية هذا الأسبوع أدنى مستوياتها التاريخية، جراء الجفاف المزمن الذي يطالها كما سائر أنحاء غرب الولايات المتحدة مع تفاقم تبعات التغير المناخي، على ما أعلنت السلطات المحلية التي أبدت قلقا إزاء أثر هذه الظاهرة على الاقتصاد والبيئة، بحسب وكالة "فرانس برس".
ومن المعروف أن مستوى مياه البحيرة، وهي من أكبر بحيرات المياه المالحة في القارة الأمريكية، يتباين طبيعيا تبعاً للفصول ومعدلات المتساقطات، لكنه لم يصل يوماً في الماضي إلى مثل هذا التدني منذ بدء القياسات سنة 1846، عند وصول طلائع المورمون إلى منطقة سالت لايك سيتي.
وحُطم هذا الرقم القياسي التاريخي مرة أولى في أكتوبر 2021، بحسب بيان أصدره المعهد الأمريكي للجيوفيزياء.
وأوضح مدير هيئة الموارد الطبيعية في يوتا جويل فيري في هذا البيان المشترك أن "هذا النوع من الأرقام القياسية ليس من الصنف الذي نود تسجيله".
وشدد على ضرورة "التحرك بصورة عاجلة للمساعدة على حماية هذا المورد الضروري وحفظه، من الواضح أن هذه البحيرة تواجه مشكلات".
وأوضح معهد الجيوفيزياء أنه بالاستناد إلى قياسات سابقة، "سيواصل مستوى البحيرة انخفاضه حتى الخريف أو مطلع الشتاء، حين ستصبح كمية المياه التي تدخل البحيرة معادلة أو أكبر من الكميات المفقودة جراء التبخر".
ووفق تقديرات سلطات ولاية يوتا الأمريكية، تضخ البحيرة المالحة الكبرى سنويا إيرادات توازي 1,3 مليار دولار في الاقتصاد المحلي، سواء في قطاع المناجم أو تربية الأسماك أو الأنشطة السياحية.
وما يثير القلق أكثر هو أن تراجع مستوى البحيرة يهدد أيضا أجناسا كثيرة من الطيور المهاجرة التي تحط رحالها في الموقع وقد تكون لذلك تبعات على صحة السكان المحليين.
وحذر علماء أخيرا من مخاطر الرواسب الغنية بجزيئات الزرنيخ في قعر البحيرة، إذ إنها قد تنتشر في الهواء بفعل الرياح، وتصيب البشر الذين يتنفسونها بأمراض في حال تراجع مستوى مياه البحيرة بصورة مفرطة.
وتشهد مناطق الغرب الأمريكي برمّتها تقريبا موجة جفاف استثنائية، تؤدي إلى تراجع في تدفق المياه، وتتسبب بانخفاض حاد في مستوى البحيرة والمخزونات.